كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيّ، أن وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال مارست التعذيب الوحشي في إطار جرائم جديدة بحق الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومجموعة من رفاقه المعزولين في زنازين سجن "مجدو" مطلع الشهر الماضي.

وأكدت مؤسسات الأسرى خلال بيان مشترك صدر اليوم الاثنين 28 تشرين الأول/ أكتوبر، أن الأسير البرغوثي تعرض لعدة إصابات في جسده، وتحديدا في الجزء العلوي من جسده، حيث تركزت عملية الضرب، وذلك في التاسع من أيلول/ سبتمبر الفائت.

ونقلت مؤسسات الأسرى عن محامي البرغوثي الظروف الصعبة المعقدة التي يواجهها حيث بعد محاولات عديدة لزيارته على مدار الفترة الماضية أكد أن عملية ضرب البرغوثي تركزت على الرأس والأذنين، والأضلاع، والأطراف.

وأوضح أن هذه الاعتداءات أدت إلى حدوث نزيف في الأذن اليمنى، وجرح بذراعه الأيمن، وأوجاع شديدة في كافة أنحاء جسده خاصة الأضلاع، والصدر، والظهر، وتفاقم أثر الجرح لاحقا بخروج القيح منه، وبإصابته بالتهابات حادة في الأذن، وصعوبة في الحركة، وذلك جرّاء تعمد إدارة السجن تركه دون علاج.

واعتبرت الهيئة والنادي أنّ عمليات القمع الوحشية التي طالت الأسرى كافة منذ بدء حرب الإبادة، ومن بينهم رموز وقيادات الحركة الأسيرة، لا تحمل إلا تفسيرا واحدا يتمثل باتخاذ الاحتلال قرارا واضحا بمحاولة اغتيالهم، لا سيما مع استمرار تكرار الاعتداءات بحقّهم، وكان من بينهم الأسير البرغوثي الذي تعرض لاعتداءين سابقين.

ولفتت الهيئة والنادي، إلى أنّ إدارة سجون الاحتلال تعزل العشرات من قيادات الأسرى في ظروف صعبة ومأساوية، ويتعرضون لاعتداءات وحشية متكررة داخل زنازينهم، حيث وثقّت الهيئة والنادي عبر زيارات الطواقم القانونية العشرات من عمليات القمع في مختلف السّجون، والتي تندرج إلى جانب جملة جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة.

وفي هذا الإطار أكّدت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أنّ ما يجري بحقّ الأسرى والمعتقلين داخل سجون ومعسكرات الاحتلال، يمثل وجها آخر لجريمة الإبادة، فعلى مدار عام من الحرب، ارتقى في سجون الاحتلال العشرات من الأسرى والمعتقلين، أُعلن عن هويات 41 منهم، فيما لا يزال العشرات من الشهداء المعتقلين من غزة رهن الإخفاء القسري، ليشكل هذا العدد لشهداء الحركة الأسيرة الأعلى تاريخيا منذ عام 1967.

ويذكر أن الأسير البرغوثي معتقل منذ عام 2002، وهو محكوم بالسّجن المؤبد خمس مرات و40 عاماً، ومنذ بدء الحرب، تعرض البرغوثي لعدة عمليات نقل وعزل متكررة.

 ومنذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023، أقدمت إدارة السّجون على نقله من سجن "عوفر" إلى عزل سجن (أيالون - الرملة)، ثم إلى عزل (أهليكدار)، ونقلته مرة أخرى إلى عزل (الرملة)، ثم جرى نقله إلى عزل سجن (مجدو) حيث يقبع اليوم، والإشارة إلى أن عمليات العزل هذه ليست الأولى التي يتعرض لها القائد البرغوثي.

وجددت الهيئة والنادي مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية، بوقف حالة العجز المرعبة التي تلف دورها أمام جرائم حرب الإبادة، والجرائم التي تنفّذ بحقّ الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال إسرائيل باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد