في خطوة فاجأت الطلاب، قررت جامعة العلوم الإسلامية في العاصمة الأردنية عمان الاستئناف على قرار قضائي كان قد ألغى فصل ثلاثة من طلبتها بأمر من المجلس التأديبي للجامعة بعد أدائهم صلاة الغائب والدعاء على أرواح شهداء قطاع غزة ضمن النشاطات والفعاليات التضامنية الطلابية ضد حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة التي يخوضها جيش الاحتلال منذ 14 شهراً على سكان قطاع غزة.
وفي تفاصيل القضية يروي المحامي بسام فريحات الذي يتولى الدفاع عن الطلبة، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، قائلاً: "بعد الحرب على غزة تنادى كل الطلاب في الجامعات للقيام بنشاطات طلابية تضامنية ومنها جامعة العلوم الإسلامية قام الطلاب بنشاط تضامني في ختامه كان صلاة غائب ودعاء".
اتهامات بالانتماء إلى تنظيم للطلاب الذين نظموا أنشطة تضامنية
وتابع: "أثناء ذلك قام الأمن الأردني بمحاولة الاقتراب منهم ومحاولة تفريقهم وصار احتكاك من الطرفين إثر ذلك تحولت القضية إلى جزائية موضوعها الإيذاء وتم تحويلها لمحكمة شرق عمان".
ويؤكد فريحات أن مجلس تأديب الجامعة قد اتهم الطلبة بالاستناد إلى القيام بأنشطة غير مصرح بها علاوة على تهمة الانتماء إلى ما أسموه تنظيماً، فيما هو بالأساس عبارة عن حراك نظمه الطلاب بعنوان " أهل العزم" واعتبرته الجامعة تنظيماً حيث وصف فريحات بأن هذه" المصطلحات أكبر من موضوع جامعة أو قضية".
واتجه فريحات أثناء دفاعه في القضية إلى الطعن بهذا القرار أمام المحكمة الإدارية التي بدورها ألغته بسبب الشدة في العقوبة.
يضيف فريحات: " كان أمام الجامعة مجال لطرح الموضوع مرة أخرى على مجلس التأديب إلا أنها لجات للطعن في القرار، والآن قدّمنا مذكرة أو ردّاً على هذا الطعن وسيحال الأمر للمحكمة الإدارية العليا التي ستقرر النتيجة هذه القضية".
ويعتقد فريحات أن ذات القرار الذي اتخذته المحكمة الإدارية بإلغاء فصل الطلبة الثلاثة سيظل سارياً، مشيراً إلى أنهم مستمرون بالدفاع في القضية إلا أن يربحوها كما في المرة السابقة.
لم يُمنح الطلاب الحق بالدفاع عن أنفسهم
ويوضح المحامي فريحات أن الطلاب لم يمنحوا الحق الكافي للدفاع عن أنفسهم و لتقديم حجتهم، التي حتى وإن قُدّمت لم يُؤخذ بها بالشكل الصحيح، لافتاً إلى أن القرار لا يكمن اعتباره ردعاًـ معللاً "بأن الردع لا يكون بالتعسف و الغلظة والشدة وإصدار عقوبات قاسية بحق الطلبة".
ويدعم فريحات حجته تلك بأن تلك الأحداث حينما تجري في مكان علمي وتربوي كالمدارس والجامعات يجب أن تكون العقوبة تربوية وليس الردع بالغلظة كما جرى مع الطلبة حيث لم يكن هناك أسلوب تربوي، و"إنما أسلوب العقاب كان شديداً جداً ومخالفاً للواقع".
الغلو في العقوبة دفع القضاء لإلغاء قرار الفصل
ومن جهته، يرى المحامي حلمي الدرباشي أن إعلان المحكمة الأردنية بطلان قرار فصل الطلبة قد يكون لأسباب عدة منها "الغلو في العقوبة" أو "مخالفة أحكام القانون" أو "لسبب قد يكون فيه عيب إساءة استخدام السلطة"، ومنها أيضا أن "درجة العقوبة لا تتناسب مع مستوى الفعل المرتكب على فرض صحة التبرير والتسبيب".
وأوضح أن الجامعة تقدمت بطعن حول صحة قرار المحكمة أمام المحكمة الأعلى درجة وهي المحكمة الإدارية العليا "كون الطلبة لم يرتكبوا جرماً يحاسب عليه القانون" مع الإشارة إلى أن مئات المساجد أقامت صلاة الغائب وكذلك بعد انتهاء الكثير من المسيرات أقيمت صلاة الغائب عن أرواح شهداء قطاع غزة.
ويأتي طلب الاستئناف الذي تقدمت به جامعة العلوم الإسلامية بعد ما يقارب شهر على صدور قرار المحكمة الإدارية بإلغاء قرار الجامعة.
وكانت المحكمة الإدارية ألغت قرار الفصل النهائي الذي أصدرته جامعة العلوم الإسلامية بحق ثلاثة طلاب على إثر صلاة الغائب على شهداء أهالي قطاع غزة بعد أن قرر مجلس العمداء بفصل ثلاثة طلاب بشكل نهائي من الجامعة، نهاية شباط/فبراير الماضي.
بدوره، أعلن المرصد الطلابي الأردني عن تفاجئه بما قامت به جامعة العلوم الإسلامية مؤخراً فيما عرف بقضية صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة ، بعد أن قررت الجامعة فصل عدد من الطلاب نهائياً أحدهم على أعتاب الفصل الأخير للتخرج، والثاني لم يبق له إلا تقديم امتحان واحد فقط.
وأوضح أن الجامعة رغم الوعود التي أطلقتها بإغلاق الملف ورغم قرار المحكمة بإلغاء قرار الفضل ذهبت للطعن بالقرار لتطارد الطلاب عبر الاستئناف.
ووصف المرصد الطلابي أن ذلك لا ينسجم مع مكانة الجامعة تجاههم "باعتبارهم أبناءً لها وبصورتها الوطنية، وبما يخالف رؤية التحديث السياسي وحث الشباب على الانخراط في العمل العام".
ودعا المرصد الطلابي جامعة العلوم الإسلامية لإغلاق القضية وإعادة الطلاب لمقاعد الدراسة ورد الاعتبار لهم وفتح مساحات العمل الطلابي داخل الجامعة دون تضييق أو مساس.