جدد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني"، نداءه العاجل من أجل التحرك لإنقاذ الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، ومنع تنفيذ التشريعات "الإسرائيلية" الرامية إلى إنهاء عمليات الوكالة في فلسطين المحتلة، وذلك في مؤتمر وزاري عقد في العاصمة المصرية القاهرة لدعم الاستجابة الإنسانية في غزة يوم أمس الاثنين 2 كانون الأول/ ديسمبر.
واسستهلّ لازاريني كلمته بالإشارة إلى الوضع الكارثي في قطاع غزة، ذاكراً التقارير التي تؤكد استشهاد أكثر من 44 ألف فلسطيني، 70% منهم نساء وأطفال، إلى جانب آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
وقال "لازاريني": إن الناجين من الموت في قطاع غزة يعانون من الجوع والمرض في ظل انهيار شبه كامل للنظام المدني، محذّراً أن الاستجابة الإنسانية أصبحت في اختبار عسير، ومشيراً إلى تعليق تسليم المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، ما زاد من معاناة سكان القطاع المحاصر.
(أونروا) عامود الاستجابة الإنسانية في غزة وحافظة هوية اللاجئين الفلسطينيين
وشدد لازاريني على أن وكالة "أونروا" رغم خسارتها الفادحة ا"لتي تمثلت بمقتل 249 موظفاً خلال الأشهر الـ 13 الماضية، تبقى العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في غزة"، موضحاً أن الوكالة ليست مجرد مقدم للخدمات الأساسية، بل هي الحافظة لتاريخ وهوية اللاجئين الفلسطينيين منذ تأسيسها قبل 75 عاماً.
واستعرض لازاريني أهمية برامج "أونروا" قبل الحرب في غزة، بما في ذلك التعليم المجاني الذي كان يخدم أكثر من نصف مليون طفل في المنطقة، منهم 300 ألف في قطاع غزة، وأكد أن برنامج التعليم يعزز التسامح وحقوق الإنسان، ويعتبر قيمة محورية في حياة الفلسطينيين، ولفت إلى نجاح "أونروا" في تحقيق معدلات تطعيم شاملة تجاوزت تلك التي في أوروبا وأمريكا الشمالية.
وعبر "لازاريني" عن القلق العميق من قرار الكنيست "الإسرائيلي" لإنهاء عمليات "أونروا" محذراً من أن تطبيق هذا القرار سيؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية الأممية في غزة، خاصة في مجالات التعليم والرعاية الصحية التي لا يمكن لأي جهة أخرى توليها على نفس النطاق والحجم.
واختتم لازاريني كلمته بتوجيه مطالب عاجلة للمجتمع الدولي، مؤكداً على ضرورة منع تنفيذ التشريع "الإسرائيلي" الذي يهدد وجود الوكالة، ودعم الوكالة "خلال المرحلة الانتقالية بين وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي دائم"، إضافة إلى تعزيز المبادرات السياسية مثل "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، لضمان مسار سياسي ينهي معاناة اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد "لازاريني" أن تفكيك "أونروا" دون حل سياسي سيحرم الملايين من الخدمات الأساسية ويقضي على شاهِدٍ حيٍّ على معاناة الشعب الفلسطيني وتاريخه الممتد، ودعا إلى تحرك دولي عاجل لحماية الوكالة وضمان استمرار دورها الحاسم في حياة اللاجئين الفلسطينيين.
اقرأ/ي أيضاً: الاحتلال يبلغ الأمم المتحدة رسمياً بحظر عمل وكالة "أونروا"
وكان المؤتمر الدولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، قد بدأ أعماله الاثنين 2 كانون الأول/ ديسمبر في العاصمة المصرية القاهرة بمشاركة 103 وفد لدول ومنظمات وهيئات دولية ومؤسسات مالية، بهدف "مواجهة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، دعا وزير الخارجية المصري أحمد عبد العاطي إلى انسحاب "إسرائيلي" فوري من الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، مؤكدا "أهمية عدم خذل قطاع غزة إنسانياً".