كثف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استهدافه لمراكز إيواء وتجمعات النازحين الفلسطينيين في الخيام ومدارس وكالة الغوث "أونروا" حيث ارتفعت أعداد الشهداء في قطاع غزة منذ فجر أمس وحتى اليوم الاثنين 16 كانون الأول/ ديسمبر إلى 69 شهيداً وعشرات الجرحى، في وقت أدان جهاز الدفاع المدني سلسلة الاغتيالات التي نفذها الاحتلال بحق طواقمه العاملة في الميدان.
ومن جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال ارتكب 7 مجازر ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، أسفرت عن ارتقاء 52 شهيدًا و203 جرحى جرى نقلهم إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ووثقت الصحة في تقريرها الإحصائي اليومي ارتفاع حصيلة شهداء العدوان "الإسرائيلي" إلى 45 ألفاً و28 بينما بلغت أعداد الجرحى 106 و 962 منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتدخل حرب الإبادة على غزة يومها الـ437 وسط قصف عنيف تركز في الساعات الماضية على مراكز إيواء النازحين وخيامهم حيث أفاد الدفاع المدني بأن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" استهدفت بالقصف الجوي والمدفعي، خلال الـ 24 ساعة الماضية، 4 مدارس تؤوي نازحين، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 50 نازحا في قطاع غزة.
واستشهد اليوم الشيخ خالد نبهان (أبو ضياء)، الذي اشتهر بعبارة "روح الروح"، بقصف الاحتلال على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليلتحق بحفيدته الطفلة ريم.
تغطية صحفية|| الجد خالد النبهان يلتحق بحفيدته ريم "روح الروح" شـ..هيداً جراء قصف مدفعي "إسرائيلي" على محيط مقبرة القسـ.. ام في #مخيم_النصيرات وسط قطاع #غزة #غزة_الآن pic.twitter.com/TYk5TSjzPJ
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) December 16, 2024
وأمس الأحد استهدف جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، مدرستين تؤويان نازحين في خانيونس جنوبي قطاع غزة، وفي بيت حانون شمالي القطاع، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء وإصابة آخرين.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بانتشال شهداء وجرحى بعد قصف "إسرائيلي" استهدف مدرسة أحمد عبد العزيز التي تؤوي نازحين غرب خانيونس فيما واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تدمير مبانٍ سكنية في حي الجنينة شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وفي الأثناء، أفادت مصادر طبية بانتشال 14 شهيدا نقلت جثامينهم لمجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وعلى صعيد آخر، نعت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الفلسطيني عضو المؤتمر، رئيس بلدية رفح، الشهيد الدكتور دياب الجرو، الذي ارتقى شهيدًا بقصف الاحتلال الصهيوني مبنى البلدية قبل عدة أيام.
وأثنت اللجنة الوطنية على دور الشهيد الذي رحل ليلتحق بركب الشهداء، مؤديًا واجبه الوطني والإنساني بتقديم الخدمات لأهالي غزة، وإغاثة النازحين منهم إلى منطقة دير البلح التي زعم الاحتلال أنها من المناطق الآمنة في القطاع.
وشمال قطاع غزة المحاصر، أغار جيش الاحتلال بواسطة طائراته على محيط مدارس "أبو حسين" بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة. وفي ذات السياق، ارتقى 5 شهداء وعدد من المصابين في غارة على منزل في مشروع بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة.
ومن جهتها، أكدت إدارة مستشفى كمال عدوان إصابة بعض أفراد الطواقم الطبية أثناء محاولتهم دفن الشــهداء، محذرة من كارثة وشيكة، بسبب عجزها عن انتشال الشهـداء من محيط المستشفى ودفنهم.
وفي مدينة غزة، أفاد جهاز الدفاع المدني باستمرار عمليات بحث متواصلة عن الشهداء تحت أنقاض منزل عائلة "القرم" بحي الشجاعية الذي استهدفه الاحتلال، وأعاد استهدافه مجددا بعد وصول الأهالي لانتشال الشهداء.
ووسط القطاع، استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب عدد آخر جراء قصف "إسرائيلي" على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة،و كان قد ارتقى خمسة من عناصر جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بينهم مديره نضال أبو حجير بقصف الاحتلال على المخيم.
كما ارتقى الصحفي الفلسطيني أحمد اللوح مصور قناة الجزيرة بالقصف "الإسرائيلي" المتواصل على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ونعى مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) المصور الصحفي أحمد بكر اللوح مؤكداً على أنه كان يرتدي الخوذة والستر الصحفية وقت استهدافه، ويعمل مصوراً لصالح قناة الجزيرة.
كما استنكر مركز حماية الصمت الدولي والعجز عن حماية الصحفيين الفلسطينيين وضمان تمكينهم من أداء واجبهم المهني، وفقا للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.
ودعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتسريع باتخاذ إجراءات عملية لإنجاز التحقيق بالجرائم المرتكبة في دولة فلسطين، بما فيها جرائم قتل الصحفيين، الذين يدفعون حياتهم ثمنًا لإظهار الحقيقة.
من جهته أدان جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بأشد العبارات مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال طواقم الدفاع المدني، وأكد رفض ادعاءاته المضللة، مشدداً على أن الدفاع المدني عمله خدماتي إنساني.
كما استنكر الدفاع المدني في قطاع غزة بأشد العبارات الادعاءات والمزاعم التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي لتبرير استهدافه مركز دفاع مدني النصيرات، ووصفه بـ "مجمع إرهابي".
وعبّر الدفاع المدني عن "استهجانه محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة زج وتشويه دورنا المعلوم وهدفنا الإنساني النبيل، ليبرر كاذبا للعالم ادعاءاته باستهداف طواقمنا، وغفل أن جيشه دمر معظم مقراتنا ومركباتنا منذ الأيام الأولى للحرب، ومنع طواقمنا من ممارسة عملها في شمال قطاع غزة، ما يدلل على رفضه المطلق لوجود أي خدمات إنسانية أو طبية".
وتساءل خلال بيانه:" بماذا يبرر جيش الاحتلال استهدافه طواقمنا 17 مرة أثناء عملها داخل المباني التي يقصفها وأثناء عمليات إنقاذ الأطفال؟ هل تلك الأماكن تعتبر "تجمعات إرهابية" يستوجب استهدافها؟!"
وشدد الدفاع المدني على أن مراكزه والأماكن التي تقيم فيها طواقمه هي معلومة للمنظمات الإنسانية، وجميعها أماكن مفتوحة لجأت إليها طواقمنا بعد أن دمرها جيش الاحتلال.