يشهد مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، الأربعاء 18 كانون الأول/ ديسمبر، تصاعداً جديداً في الاشتباكات المسلحة بين المقاومين الفلسطينيين، والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، لليوم 14 على التوالي.
وتواصل أجهزة أمن السلطة، فرض حصار خانق على مخيم جنين منذ 14 يوماً، مطالبة بتسليم سلاح المقاومين ووقف نشاطهم، وذلك ضمن ما أطلقت عليه المرحلة الثانية من عملية "حماية وطن"، التي انطلقت في 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
ويشهد المخيم انتشاراً أمنياً مكثفاً لقوات أمن السلطة على مداخل المخيم والمدينة، وسط اشتباكات متكررة وتوترات مع المقاومين.
وبحسب مصادر محلية، يعيش المخيم أوضاعاً إنسانية وأمنية صعبة، مع استمرار الحصار الكامل واستهداف مباشر لمنازل المدنيين، ويرافق الحملة الأمنية تحركات عسكرية للاحتلال "الإسرائيلي"، حيث رُصدت جرافات عسكرية قرب حاجز سالم، وتحليق مكثف لطائرات استطلاع واستخباراتية فوق المنطقة.
الحملة أدت حتى اليوم، إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين، بينهم القائد الميداني يزيد جعايصة، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجروح، ومن بين الشهداء الطفل محمد عامر.
وأعلن الناطق الرسمي باسم قوى الأمن العميد أنور رجب أن عملية "حماية وطن" تهدف إلى "فرض الأمن والنظام وبسط سيادة القانون"، متحدثاً عن "عدم التهاون مع ما وصفهم بالخارجين عن القانون." وفق قوله.
ونددت الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، بالعملية، معتبرة أنها "تستهدف المقاومة، وتخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي"، ودعت الحركة إلى الحشد في فعاليات "يوم الغضب" دعمًا للمخيم والمقاومين.
وفي بيان صدر اليوم الأربعاء، دعا القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد إلى ضرورة حماية المقاومين وتعزيز قوتهم لمواجهة الاحتلال واعتداءات المستوطنين. وأضاف: "البوصلة يجب أن تبقى دائمًا موجهة نحو الاحتلال، وليس نحو الاشتباك مع أبناء شعبنا المقاوم".
كما دعا شديد إلى تكثيف الفعاليات الشعبية نصرة لمخيم جنين، مطالباً بإنهاء ممارسات القمع والحصار المفروضة على المخيم وأهله.
وأدلى القائد العام لكتيبة جنين في سرايا القدس بتصريحات لقناة الجزيرة، بمواقف "حاسمة" تعكس رؤية الكتيبة للوضع السياسي والميداني في ظل هجوم عناصر أمن السلطة على مخيم جنين وحصاره، وقال: "الكتيبة لا تحمل أفكارًا تحريضية"، مشددًا على أن أي اعتداء عليهم سيقابَل "بيد من حديد"، ومؤكدًا أن قتالهم للاحتلال "الإسرائيلي" هو حق مشروع، ولا يخرج عن إطار القانون.
كما وجّه انتقادات حادة للبرنامج السياسي للسلطة الفلسطينية، معتبرًا أنه يسير منذ 30 عامًا دون تحقيق أي نتائج تُذكر، ووصف أي برنامج وطني لا يتضمن الكفاح المسلح بأنه "برنامج خياني".
كما كشف عن محاولات للحوار مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية عبر إرسال شخصيات للبحث عن حلول، لكنه أشار إلى أن هذه الجهود قوبلت بـ"ردود عنجهية".
تصريحات القائد العام تأتي في ظل تصاعد التوترات الميدانية، واستمرار التصعيد في ظل معاناة سكان المخيم من حصار خانق وانتهاكات يومية، مع استمرار الغارات الجوية "الإسرائيلية" وتحركات عسكرية، وتواجه المقاومة ضغوطاً مزدوجة بين عمليات الاحتلال والحملة الأمنية للسلطة.