عُقد مساء أمس الخميس، 19 كانون الأول/ ديسمبر، لقاء شعبي في قاعة جمعية الحولة الاجتماعية بمخيم البرج الشمالي جنوب لبنان، بمشاركة العشرات من أهالي الطلاب في مدرسة فلسطين المتوسطة، إضافة إلى ممثلين عن الفصائل الفلسطينية وفعاليات المخيم.
اللقاء جاء لمناقشة تداعيات قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بإغلاق المدرسة ودمجها مع مدرسة جباليا، وهو القرار الذي أثار استياءً واسعاً في المخيم.
وافتتح اللقاء محمود الحاج "أبو وسيم"، مدير مؤسسة بيت أطفال الصمود في المخيم، مشيراً إلى أن قرار الوكالة يعكس سياسة التقليصات التي تنتهجها منذ سنوات، والتي تمس الحقوق الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
وأكد الحاج ضرورة تحرك الأهالي والمجتمع المحلي في مواجهة هذا القرار والدفاع عن حقوقهم المشروعة التي تسعى الوكالة، حسب قوله، إلى تقليصها تدريجياً.
بدوره، فنّد المتحدث سامي جمعة ادعاءات "أونروا" بشأن انتهاء عقد الأرض المستأجرة المقامة عليها مدرسة فلسطين، نافياً وجود أي أدلة تثبت استخدام المدرسة لأغراض سياسية خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وشدد جمعة على أن هذه المبررات غير مقبولة، ولا تبرر اتخاذ قرار بإغلاق المدرسة بشكل مفاجئ دون التشاور مع الفصائل والمرجعيات الفلسطينية.
الأهالي الذين حضروا اللقاء حملوا مسؤولية القرار لكل من مديرة "أونروا" في لبنان، "دوروثي كلاوس"، ومديرة التعليم في الوكالة بمنطقة صور.
واعتبروا أن القرار يمثل تعدياً صارخاً على حقوق الطلاب، ويهدد العملية التعليمية في المخيم. وطالبوا الوكالة بالتراجع فوراً عن قرارها واستئناف الدراسة في مدرسة فلسطين.
اقرأ/ي أيضا: الأهالي والفصائل في مخيم البرج الشمالي يرفضون قرار "أونروا" بإغلاق مدرسة فلسطين
الناشط الحقوقي سامي حمود دعا خلال اللقاء إلى تشكيل لجنة متابعة مصغرة من الأهالي والفصائل لمواكبة التحركات الاحتجاجية وتنظيم سلسلة من الاعتصامات والإجراءات التصعيدية.
وأكد حمود أن التعليم حق أساسي لا يمكن المساس به، وهو حق مكفول في القوانين الدولية، تماماً كحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه.
كما شهد اللقاء مداخلات من شخصيات وقيادات فلسطينية بارزة في المخيم، أكدت دعمها لتحركات الأهالي، ودعت إلى توحيد الجهود لضمان استعادة حقوق الطلاب وعودة انتظام العملية التعليمية.
ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية التي يشهدها المخيم، وسط توقعات بتصعيد الحراك الشعبي خلال الأيام المقبلة، حتى يتم التراجع عن القرار واستئناف العمل في مدرسة فلسطين.
وكان مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في صور جنوب لبنان، قد شهد حالة من الغضب الشعبي والاستياء العارم نتيجة قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إغلاق مبنى مدرسة فلسطين المتوسطة ودمج طلابها مع مدرسة جباليا المتوسطة، مع اعتماد نظام الدوام الصباحي والمسائي.
وأعلنت وكالة "أونروا" في بيان لها أن إغلاق مدرسة فلسطين يأتي ضمن إطار "حماية الطلاب الفلسطينيين من أي مخاطر". إلا أن هذا القرار قوبل باستهجان واستنكار واسع من الأهالي، الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية والأهلية في المخيم، الذين وصفوه بالقرار المجحف والذي يؤثر سلباً على العملية التعليمية.
شاهد/ي: لاجئون فلسطينيون وفصائل يحتجون على إغلاق وكالة الأونروا مدرسة فلسطين