يعيش مخيم السيدة زينب للاجئين الفلسطينيين، جنوب العاصمة السورية دمشق، أوضاعاً خدمية صعبة ترافقت مع سقوط النظام السوري، حيث كشف تدهور الأوضاع عن حجم التهميش الذي عاناه المخيم منذ سنوات.

وعلى الرغم من الاستقرار الأمني النسبي حاليا، إلا أن المخيم يرزح تحت وطأة أزمات خدمية واجتماعية وأمنية متراكمة.

انقطاع الكهرباء والمياه: معاناة يومية

يواجه سكان المخيم أزمة خانقة في الكهرباء التي لا تصل إلا لساعة واحدة يومياً، إضافة إلى الانقطاع المستمر للمياه، مما يجبر الأهالي على دفع مبالغ طائلة للحصول على مياه الشرب، حسبما أفاد اللاجئ من سكان المخيم عدي فرحان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.

هذه الظروف تزداد تعقيداً مع غياب بنية تحتية ملائمة، حيث يشكو السكان من عدم توفر سوى مستوصف واحد تابع لوكالة "أونروا"، والذي يعمل لساعات محدودة، مما يدفع المرضى إلى اللجوء إلى مشافٍ خاصة بتكاليف باهظة.

انتشار المخدرات: خطر يهدد الشباب

وتشهد المنطقة المحيطة بالمخيم انتشاراً واسعاً لتجارة المخدرات، حيث تتهم الميليشيات الموالية للنظام المخلوع، باستغلال المنطقة وتحويلها إلى سوق للمخدرات، مستهدفة الشباب بشكل خاص.

 ووجه ناشطون دعوات للأجهزة الأمنية التابعة لإدارة العمليات العسكرية، للتحرك ضد المتورطين في هذه التجارة، مشيرين إلى وجود أسماء معروفة تعمل في هذا المجال داخل المخيم والمناطق المجاورة، مثل الحسينية وجرمانا وكشكول.

وتأسس مخيم السيدة زينب، المعروف أيضًا بـ"قبر الست"، في أعقاب نكسة حزيران عام 1967 على مساحة تُقدّر بـ2 كيلومتر مربع، لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من الجولان والقنيطرة.

 ويعود تواجد بعض العائلات الفلسطينية في المنطقة إلى عام 1948، حين لجأت عائلات من قرى سهل الحولة إلى المنطقة، واستمر تدفق اللاجئين لاحقًا ليصل عدد سكان المخيم اليوم إلى أكثر من 22,000 لاجئ مسجل لدى وكالة الأونروا.

لم يكن المخيم بمنأى عن الصراع في سوريا خلال السنوات السابقة، إذ تأثر موقعه القريب من منطقة السيدة زينب، التي تخضع لسيطرة الميليشيات العراقية والإيرانية الموالية للنظام. كما شهدت المنطقة المحاذية للمخيم اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام، مما أدى إلى امتداد المعارك داخل المخيم. وشاركت ميليشيات فلسطينية موالية للنظام، مثل الجبهة الشعبية-القيادة العامة وفتح الانتفاضة، في هذه المعارك، مستغلة الظروف الاقتصادية الصعبة والبطالة المرتفعة لتجنيد الشباب.

في ظل هذه الأوضاع، تتعالى الأصوات المطالبة بإيجاد حلول جذرية لمعاناة سكان المخيم، بدءا بتحسين الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، وصولاً إلى معالجة الأزمات الاجتماعية والأمنية المتفاقمة، وعلى رأسها انتشار المخدرات، وسط دعوات حثيثة لوكالة "أونروا" لتكثيف عملها الإغاثي.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد