تجددت الاشتباكات وتصاعدت داخل مخيم جنين شمالي الضفة الغربية بين مقاتلي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس وعناصر أجهزة أمن السلطة الفلسطينية التي تواصل حصار المخيم منذ 22 يوماً على التوالي في ظل استمرار عمليتها "الأمنية" لملاحقة من تصفهم بـ "الخارجين عن القانون" بينما يؤكد المقاومون أنها تسعى لنزع سلاح المقاومة وإقصائها من مخيم جنين.
وأفادت مصادر محلية بأن الاشتباكات اندلعت في حي الدمج على أطراف مخيم جنين، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار بشكل مكثف، مشيرة إلى وقوع إصابات بين الطرفين لم تذكر تفاصيل حولها.
وفي السياق، أعلن الناطق باسم أجهزة أمن السلطة أنور رجب، اليوم الخميس 26 كانون الأول/ ديسمبر، عن اعتقال 3 فلسطينيين وصفهم بـ "المطلوبين" من منزل ببلدة سيلة الحارثية غربي جنين.
وتأتي هذه الاعتقالات ضمن ما تسمى "الحملة الأمنية" التي تنفذها السلطة الفلسطينية والتي أسفرت عن 8 من الضحايا الفلسطينيين، بينهم قائد في كتيبة جنين و3 من عناصر الأجهزة الأمنية.
من جهتها، قالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس: "إن ما يحدث في مخيم جنين هو تقاسم وظيفي بين السلطة والاحتلال".
ورفضت الكتيبة الاتهامات التي يوجهها أمن السلطة إلى المقاومين، وقالت في بيان: إن هدف الحملة هو إنهاء المقاومة في المخيم".
اقرأ/ي أيضاً: عملية السلطة الأمنية على مخيم جنين تواصل حصد أرواح الفلسطينيين من الجانبين
وكانت مسيرة شعبية انطلقت أمس الأربعاء في ميدان المنارة في مدينة رام الله داعمة لكتيبة جنين وإسناداً لأهالي المخيم ضد الحملة الأمنية التي تقودها أجهزة السلطة الفلسطينية.
ومن جهتها، نددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين باعتقال السلطة الفلسطينية عضو لجنتها المركزية نصر الملح، والاعتداء عليه أثناء الوقفة الشعبية في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت الجبهة إلى أن الاعتقال جاء على خلفية مشاركته في مسيرة دعت إلى وقف الاقتتال بمخيم جنين مؤكدة أن هذه الممارسات تهدف إلى قمع الأصوات الساعية لتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية.
ومن ناحيته، دعا الأب مانويل مسلم، راعي كنيسة اللاتين السابق في غزة وعضو الهيئة المسيحية الإسلامية لنصرة المقدسات، إلى وقف فوري لحصار مخيم جنين، مشدداً على أن هذا الحصار يتعارض مع إرادة الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال.
وقال في كلمة ألقاها: "الشعب الفلسطيني يأمر بوقف حصار مخيم جنين فوراً، وهذه هي إرادة الوطن الصارمة"، وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب، لكنه انتقد حالة السلاح الفلسطيني قائلاً: "ما يغضبنا هو أن سلاح منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية أيضاً تحت الاحتلال".
وأوضح أن استخدام سلاح السلطة ضد مدن ومخيمات فلسطينية ينزع عنه الشرعية الوطنية، مؤكداً أن "أي اعتداء على سلاح شباب المخيمات، إذا كان سلاح مقاومة، يمثل اعتداء على الوطن والشعب بأسره".
وأشار الأب مسلم إلى أن الاحتلال دفع شباب المخيمات إلى حمل السلاح لمقاومته، فيما أمر الشرطة الفلسطينية بحصار مخيم جنين ونزع سلاح المقاومة داخله، معتبراً ذلك خدمة لمصالح الاحتلال.
ودعا رجال الشرطة إلى الانسحاب من المخيم والعودة إلى مواقعهم الإدارية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يدرك تماماً أن منظمة التحرير والسلطة الوطنية تمثل إرادته، لكن عليها احترام طموحاته في التحرر والاستقلال.