اقتحم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، وذلك عقب إخلائه من الطواقم الطبية حيث أخضع عدداً من المرضى والمصابين، وأعضاء من الكادر الطبيّ لعمليات تحقيق ميدانية، وسط تصعيد "إسرائيلي" للغارات وعمليات تدمير المنازل والمباني السكنية المتبقية شمال القطاع المحاصر، فيما ارتفع عدد ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" في يومها الـ 448 على التوالي إلى إلى 45 ألفاً و436 شهيداً وأكثر من 108 آلاف جريح وآلاف المفقودين.
وأفادت مصادر طبية اليوم الجمعة 27 كانون الأول/ ديسمبر، أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أجبر الطواقم الطبية والمرضى ومرافقيهم على إخلاء مستشفى كمال عدوان والتوجه لساحته الخارجية ومن ثم أقدم على اقتحامه.
وفي السياق ذاته، أخضع الجيش "الإسرائيلي" الجرحى والمرضى بعد توجههم إلى الساحات الخارجية لعمليات تفتيش وتحقيق ميداني.
ويعاني 75 مريضاً ومصاباً في مستشفى كمال عدوان ظروفاً صحية صعبة تهدد حيواتهم، بعدما أجبرهم جيش الاحتلال على الخروج إلى ساحة المستشفى عراة في ظل الأجواء الباردة، دون مراعاة الحالة الصحية الحرجة لعدد منهم التي تتطلب بقائهم متصلين بالأجهزة الطبية.
يأتي هذا فيما تدخل حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع يومها ال، 448 على التوالي، حيث أعلنت وزارة الصحة في بيان لها ظهر اليوم أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ارتكتب ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع خلال 24 ساعة وصل من ضحايا إلى المستشفيات 37 شهيداً و98 جريحاً، مشيرة إلى أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبهذا أكدت الوزارة أن عدد ضحايا حرب الإبادة يرتفع إلى 45 ألفاً و436 شهيداً و108 آلاف و38 جريحاً.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت أمس الخميس في بيان لها عن استشهاد نحو 50 شخصاً بينهم خمسة من الكادر الطبي في مستشفى كمال عدوان في مجزرة مروعة نتيجة القصف الجوي لطائرات الاحتلال على مبنى مجاور للمستشفى.
وأوضح البيان أن من بين الشهداء الدكتور أحمد سمور طبيب الأطفال، وإسراء أبو زايدة فنية المختبر، واستُشهد كلاهما أثناء محاولتهما العودة إلى منازلهما، كما استشهد عامل فني أثناء محاولته إنقاذ المصابين في حين استشهد أيضا مسعفان قرب المستشفى ولا يزال جثماناهما في الشارع.
ودعت الوزارة في بيان لها المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين والعاملين في القطاع الصحي.
وبالمقابل، واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تنفيذ عمليات تدمير ونسف ضخمة لما تبقى من مبانٍ في عدة مناطق شمالي قطاع غزة المحاصر، حيث أوردت مصادر عبرية عن سماع أصوات هذه الانفجارات في "تل أبيب" ووسط الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول التركية أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أجرى عمليات نسف ضخمة لمبانٍ في مناطق عدة شمالي القطاع، وخصوصاً في محيط مستشفيي العودة وكمال عدوان.
وبحسب الشهود، فإن عمليات النسف تمت بواسطة "روبوتات" مفخخة تقوم الآليات "الإسرائيلية" بزرعها بين المباني وسط الأحياء السكنية، وتحدث دماراً هائلاً.
وفي الصدد، أعلنت إدارة مستشفى العودة عن إصابة مدير المستشفى محمد صالحة، إلى جانب ستة أشخاص من الطاقم الطبي جراء تفجير جيش الاحتلال "الإسرائيلي" "روبوتات" مفخخة في محيط المستشفى.
وأضافت أن أضراراً كبيرة لحقت بالأقسام والمرافق داخل المستشفى بفعل تلك التفجيرات.
وعلى صعيد متصل، توفي الحكيم أحمد الزهارنة نتيجة البرد القارس الذي يعاني منه سكان قطاع غزة في الخيام ومراكز اللجوء في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون.
وقالت وزارة الصحة: إن الحكيم أحمد الزهارنة، الذي يعمل ضمن طواقمها العاملة في مستشفى غزة الأوروبي توفي نتيجة البرد القارس الذي يعاني منه سكان قطاع غزة وقد عُثر على جثامنه داخل خيمته في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع وتأتي هذه الحادثة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون النازحون بسبب انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل التدفئة في الخيام.
وفي مدينة غزة يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المزيد من المجازر بحق العائلات الفلسطينية باستهداف المنازل السكنية على رؤوس أصحابها، مع دخول حرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع يومها الـ 448.
ويأتي ذلك فيما استشهد خمسة فلسطينيين ووقع عدد من الجرحى في غارة جوية "إسرائيلية" على منزل في حي الصبرة، جنوبي مدينة غزة والذي يشهد قصفاً مدفعياً متواصلاً إلى جانب حي الزيتون.
كما استهدف قصف "إسرائيلي" منزلا في محيط بركة الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، أسفر عن ارتقاء 8 شهداء على الأقل وخلف عدداً كبيراً من الإصابات فيما لايزال عشرات الفلسطينيين عالقين تحت الأنقاض.
في حين ارتقى 4 فلسطينيين جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً في حي الشجاعية، شرقيّ مدينة غزة كما استشهدت طفلة عقب استهداف الاحتلال منزل عائلتها في منطقة السدرة.
ووسط قطاع غزة، انتشلت طواقم الإسعاف جثماني طفلين، قتلتهما قوات الاحتلال في منطقة أبو العجين شرق دير البلح وسط القطاع.