وجه ناشطون فلسطينيون مهجرون خارج سوريا خطاباً إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عبروا فيه عن قلقهم البالغ إزاء الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون الذين هجّروا من سوريا خلال فترة حكم النظام السوري السابق، وخصوصاً أولئك الذين يعيشون في دول الجوار، وطالبوا الوكالة بتحمل مسؤولياتها عبر تعزيز الدعم وتوفير حلول مستدامة.
وأشار الخطاب الذي أطلقه نشطاء، وجرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الأوضاع الصعبة التي يواجهها اللاجئون في دول مثل لبنان، الأردن، مصر، تركيا، وشمال سوريا.
ففي لبنان يعيش اللاجئون الفلسطينيون القادمون من سوريا في مخيمات مكتظة وغير مؤهلة للسكن، وسط تدهور اقتصادي وقيود قانونية تعيق حياتهم اليومية، ما يجعل معاناتهم تتضاعف مقارنة ببقية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
موضوع ذو صلة: مأساة اللاجئين الفلسطينيين بين دمار منازلهم في سوريا ومعاناة البقاء في لبنان
أما في الأردن، فيتعرض اللاجئون لما يُعرف بـ"ازدواجية اللجوء"، ما يؤدي إلى تعقيد أوضاعهم القانونية وحرمانهم من الحقوق الأساسية والخدمات الحيوية.وفي مصر يفتقر اللاجئون للدعم المباشر من "أونروا"، ويعتمدون على المبادرات الفردية والجمعيات المحلية لتلبية احتياجاتهم، مع غياب الاستقرار القانوني والاجتماعي.
اقرأ/ي ايضاً: ألف أسرة فلسطينية-سوريّة في مصر تعيش مصيراً مجهولاً.. صرخة للالتفات لأوضاعهم
أما في الشمال السوري، يعاني اللاجئون من ندرة المساعدات في ظل ظروف النزاع المستمرة، بينما يواجهون في تركيا تحديات قانونية وصعوبات في الحصول على الإقامة والخدمات الأساسية.
وأكد الناشطون في خطابهم أهمية استمرار "أونروا" في دعم اللاجئين الفلسطينيين من سوريا، لا سيما في ظل الأزمات الاقتصادية الإقليمية وتراجع التمويل. وطالبوا الوكالة بالتركيز على، توسيع نطاق الدعم، وذلك عبر إطلاق برامج طوارئ مخصصة للاجئين الفلسطينيين من سوريا، وتعزيز وجود الوكالة في دول مثل مصر وتركيا التي تفتقر إلى مكاتب للوكالة.
كما دعوا إلى التعاون مع الدول المضيفة، وذلك عبر العمل مع حكومات لبنان، الأردن، ومصر لتخفيف القيود القانونية المفروضة على اللاجئين، وتحسين البنية التحتية للمخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.
وأشاروا إلى أهمية ضمان تمويل مستدام، عبر حشد دعم مالي دولي طويل الأمد لتعزيز برامج الأونروا الأساسية في التعليم والصحة والمساعدات الغذائية. وتعزيز فرص العيش الكريم من خلال توفير برامج تعليمية ومهنية للاجئين لتمكينهم من بناء مستقبل أفضل، وضمان وصولهم إلى خدمات صحية واجتماعية عادلة.
واختُتم الخطاب بمناشدة دولية تدعو إلى اتخاذ خطوات ملموسة لدعم اللاجئين الفلسطينيين من سوريا وضمان كرامتهم وحقوقهم. وأكد الناشطون أن معاناة هؤلاء اللاجئين هي امتداد للقضية الفلسطينية الأوسع، مما يتطلب تضامناً دولياً وجهوداً مشتركة لتوفير حياة كريمة ومستقرة لهم.