مع استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة لليوم الـ 461 على التوالي، أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 70 فلسطينياً وإصابة 104 خلال 24 ساعة جراء ثلاث مجازر ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بحق العائلات الفلسطينية، ليرتفع عدد ضحايا حرب الإبادة الموثقين في المستشفيات لدى الوزارة إلى 46 ألفاً وستة شهداء و109 آلاف و873 جريحاً.
وكثّف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" غاراته على مناطق وسط قطاع غزة مخلفاً أكثر من 18 شهيداً منذ فجر اليوم الخميس 9 كانون الثاني/ يناير، ويأتي ذلك في ظل مناشدات متصاعدة لإدخال الوقود إلى المستشفيات المهددة بالتوقف نهائياً عن العمل.
وأصيب طفل وشاب بقنبلة أطقلتها طائرة مسيّرة "إسرائيلية" من طراز "كواد كابتر" شرق مخيم المغازي وسط القطاع، في حين استشهد أربعة فلسطينيين، هم أب وأطفاله الثلاثة جراء قصف الاحتلال عبر طائراته منزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع أيضاً.
وأفاد الدفاع المدني أن طائرات الاحتلال قصفت منزلا لعائلة أبو خروف بمحيط عيادة الوكالة في سوق مخيم النصيرات، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني من عائلة عويضة وثلاثة من أطفاله، وإصابة عدد آخر من الفلسطينيين.
وفي دير البلح، ارتقى أربعة شهداء وأصيب عدد من الفلسطينيين بقصف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة الدبجي قرب مركز صحي يتبع لوكالة "أونروا"، كما أطلق جيش الاحتلال عبر زوارقه الحربية النيران باتجاه ساحل بحر مدينة دير البلح.
وبالمقابل، شمالي قطاع غزة، لا يزال السكان يواجهون حملة التطهير العرقي التي يرتكبها جيش الاحتلال منذ 97 يوماً لإفراغ الشمال من أهله عقب إخراج المستشفيات فيه عن الخدمة.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني: إن ثمانية فلسطينيين ارتقوا وأصيب آخرون جراء غارة "إسرائيلية" على منزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة.
وبدوره، قال مدير مستشفى العودة، شمالي قطاع غزة، الدكتور محمد صالحة: إن آليات الجيش الإسرائيلي تحاصر المستشفى، وتطلق النار بشكل عشوائي في محيطه، وتلقي قنابل في ساحته.
تدهور مستمر في القطاع الصحي
مدير الإغاثة الطبية في شمالي قطاع غزة محمد أبو عفش أكد أنه منذ ثلاثة أشهر لم يدخل أي شاحنة أدوية، حيث لم يستطيعوا فتح غرف العمليات الكبرى، لعدم وجود بنج والأدوات اللازمة للعمليات وما يقوم به الأطباء حاليا فقط الإسعاف.
وأشار إلى أن مرضى السرطان والفشل الكلوي والثلاسيميا يحتاجون للعلاج بدوية خاصة غير متوفرة في القطاع، مبيناً أنهم طالبوا الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية بضرورة إجلاء الجرحى من قطاع غزة للعلاج وإجراء العمليات اللازمة لإنقاذ حياتهم.
وقال في بيان مقتضب: "قلوبنا تدمي ونحن نفاضل بين الجرحى والمرضى لتقديم العلاج بحسب خطورة الحالة، ويفترض أن يتلقى الجميع العلاج اللازم".
وجنوبي قطاع غزة، أعلن مسؤولو مجمع ناصر الطبي، في خان يونس، عن توقف جميعة الخدمات الطبية، باستثناء أقسام العناية والعمليات، نتيجة أزمة الوقود مما أدى لتوقف المولدات.
وحذرت إدارة المجمع الطبي من كارثة إنسانية وصحية، قد تؤدي إلى موت المرضى اختناقاً في قسم العناية المركزة، وناشدت المؤسسات الدولية التدخل العاجل لإدخال الوقود، لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية.
74 طفلاً ارتقوا في أسبوع
وعلى صعيد متصل، أكدت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "يونيسف" على لسان المتحدثة باسمها "كاثرين راسل" أن نحو️ 74 طفلًا على الأقل استُشهدوا في الأيام السبعة الأولى من عام 2025 بسبب العنف المستمر في غزة.
ووثقت راسل عبر منصة (X) وفاة️ 8 أطفال رضع وحديثي ولادة توفوا منذ 26 كانون الثاني/ ديسمبر الفائت بسبب انخفاض حرارة أجسامهم.
وأوضحت أن أكثر من مليون طفل فلسطيني في قطاع غزة يعيشون في خيام مؤقتة غير قادرة على تحمل درجات الحرارة المنخفضة، مشيرة إلى تحذيراتهم منذ فترة طويلة بشأن عدم كفاية المأوى ونقص التغذية والرعاية الصحية والوضع الصحي المزري والطقس الشتوي بما يشكل تهديدًا لحياة الأطفال في القطاع.
وشددت "راسل" على أن الأطفال حديثي الولادة، وأولئك الذين يُعانون من ظروف صحية خاصة هم الأكثر عرضة للخطر.