أعلن رئيس بلدية رفح، د. أحمد الصوفي، أن مدينة رفح أصبحت رسميًا مدينة منكوبة، نتيجة الدمار الهائل الذي خلفته العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في إطار حرب الإبادة التي استمرت على مدى أكثر من ثمانية أشهر في المدينة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته بلدية رفح ولجنة الطوارئ صباح اليوم في ساحة ميدان الشهداء وسط المدينة، عقب انسحاب قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مع بدء سريان وقف إطلاق النار، الذي جاء بعد أشهر من التدمير والقصف الذي أجبر آلاف العائلات على النزوح القسري، وخلف الآلاف من الشهداء والجرحى.
أرقام صادمة للأضرار
وأكد د. الصوفي أن حجم الأضرار الكارثية يتجاوز إمكانيات البلدية والمجتمع المحلي، مشيرًا إلى أن العدوان دمّر جزءًا كبيرًا من البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والطرق، إلى جانب تدمير آلاف المنازل والمرافق العامة.
وأوضح أن التقديرات الأولية للأضرار تشمل ما يلي:
* تدمير 30 مقرًا للبلدية من أصل 36، بما في ذلك المبنى الرئيسي.
*60% من منازل المدينة سُوِّيت بالأرض، ما يعادل 16 ألف بناية تحوي 35 ألف وحدة سكنية.
*تدمير 15 بئر مياه من أصل 24.
*تعرض 70% من شبكات الصرف الصحي للتخريب، مما حول المدينة إلى بيئة موبوءة.
*تدمير 291 مترًا طوليًا من الشوارع والطرق بالكامل.
*تدمير 4 مدارس بشكل تام، مع أضرار جسيمة في بقية المؤسسات التعليمية.
*خروج 9 مراكز طبية عن الخدمة، منها 4 مستشفيات رئيسية (مستشفى أبو يوسف النجار، مستشفى الولادة، المستشفى الإندونيسي، المستشفى الكويتي).
*تدمير 81 مسجدًا بالكامل، مع تضرر 47 مسجدًا آخر بشكل كبير.
*تجريف آلاف الدونمات الزراعية، مع إتلاف المحاصيل والدفيئات الزراعية.
*تدمير جزء من المدينة على طول الحدود مع مصر بطول 9,000 متر وعرض يتراوح بين 500 و900 متر، مما أدى إلى محو 90% من التجمعات السكنية في حي السلام والبرازيل ومخيم رفح.
وأضاف د. الصوفي: "رفح تواجه مأساة إنسانية تتطلب استجابة عاجلة. نناشد المجتمع الدولي والمؤسسات الإغاثية بالتحرك الفوري لتوفير الاحتياجات الأساسية من مأوى وغذاء ومياه نظيفة وخدمات صحية للمنكوبين".
ودعا إلى إطلاق خطة طوارئ شاملة لإعادة إعمار المدينة وإصلاح البنية التحتية المتضررة، مؤكدًا أن بلدية رفح ستواصل العمل بكل طاقاتها لتخفيف معاناة المواطنين رغم الظروف القاسية.
واختتمت بلدية رفح ولجنة الطوارئ المؤتمر الصحفي بالتأكيد على أن المأساة الحالية تتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية على وجه السرعة، لضمان توفير الدعم الإنساني اللازم وتمكين المدينة من التعافي والعودة إلى حياتها الطبيعية.
وبحسب آخر تقييم أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، حتى الأول من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تضرر أو دُمّر نحو 69% من مباني قطاع غزة، أي ما مجموعه 170,812 مبنى جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية" منذ السابع من أكتوبر 2023.