يشهد مخيم الحسينية، الذي يضم حوالي 4,000 لاجئ فلسطيني في ريف دمشق، أزمة متفاقمة جراء التدهور المستمر في الخدمات الأساسية والبنى التحتية. ويصف سكان المخيم أوضاعهم بأنها نتاج عقود من الإهمال منذ عهد النظام السابق، والذي استمر دون تحسن بعد سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ويعاني المخيم من أزمات متداخلة تشمل الصرف الصحي، الكهرباء، نقص مياه الشرب، وغياب خدمات المخابز.

ومؤخراً، ناشد أهالي تجمع الحسينية الجهات المعنية إعادة تفعيل أفران الخبز المغلقة للتخفيف من الازدحام الكبير أمام المخبز الاحتياطي الوحيد في المنطقة.

وأفاد السكان بتكرار مشاجرات وتدافعات أمام المخبز بسبب الضغط الكبير، دون توضيح الأسباب التي دفعت أصحاب الأفران الأخرى إلى التوقف عن العمل. وطالب الأهالي بالتواصل مع إدارة المخابز لحل الأزمة مؤقتًا ريثما يتم افتتاح أفران جديدة.

وأوضح اللاجئ بدر موسى، أحد سكان المخيم في حديث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن البلدية تماطل في الاستجابة لشكاوى الأفران والصرف الصحي الذي وصفه بالمسألة الملحّة، مشيراً إلى أن غياب المعدات اللازمة لفتح شبكات الصرف مثل “الصاروخ” يؤدي إلى تأخير الحلول.

وأكد أن البلدية تعتمد على شركة الصرف الصحي التي تعمل بنظام حجز مسبق، مما يزيد من معاناة السكان.

وتواجه المخيم والمنطقة المحيطة حرماناً من التغذية الكهربائية لساعات طويلة؛ بسبب تهالك الشبكات والأسلاك. وأكد اللاجئ موسى، أن الجهود الذاتية لترقيع الشبكات غير كافية، بينما لم تقدم البلدية أو مؤسسة الكهرباء أي مساعدة تُذكر، باستثناء دعم محدود من بعض الجمعيات التي استبدلت محولاً كهربائياً. ومع ذلك، بقيت المشكلة قائمة بسبب تهالك الكابلات.

كما تعاني معظم منازل المخيم من انقطاع مياه الشرب، مما يدفع السكان إلى تعبئة المياه من الجوامع أو شرائها من الباعة الجوالين بأسعار مرتفعة، ما يضيف عبئاً مالياً كبيراً على الأسر التي تعاني أساساً من ظروف معيشية صعبة.

وتصاعدت الدعوات بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في منطقة الحسينية ومخيمها لإقالة رئيس البلدية واستبداله بشخصية قادرة على تحسين الخدمات.

وطالب الأهالي الإدارة السورية الجديدة بالنظر في وضع منطقة الحسينية، التي وصفوها بأنها قدمت الكثير من التضحيات خلال الثورة السورية. كما طالبوا بإيجاد حلول جذرية للمشاكل المتراكمة التي تمس حياتهم اليومية.

يُذكر أن مخيم الحسينية يُعد تجمعاً فلسطينياً وغير مصنّف كمخيم رسمي، ويعاني من نقص الخدمات المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وتفتقر المنطقة إلى أساسيات الحياة، مثل الوقود والمياه والكهرباء، فيما يسجل المخيم شكاوى يومية حول أزمات جديدة. هذا الواقع يجعل الأهالي عالقين بين الإهمال البلدي وغياب الدعم الدولي.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد