تتكشف مشاهد الدمار والخراب يوماً بعد يوم مع استمرار عودة النازحين في قطاع غزة إلى أحيائهم ومناطق سكنهم التي مسحت معالم أغلبها، حيث بدت مربعات سكنية بأكملها أكواماً فوق بعضها البعض. ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار يومه الثالث، تستمر عمليات إزالة الركام وانتشال جثامين الشهداء، فيما يتواصل تدفق المساعدات الإنسانية عبر المعابر البرية.
وفي هذا السياق، توالى دخول عشرات شاحنات المساعدات المحملة بالمواد والمستلزمات الإنسانية إلى قطاع غزة. حيث أعلنت "أونروا" عن دخول مئات الشاحنات المحملة بالإمدادات الأساسية إلى غزة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار. وأشارت إلى أنها تعمل حاليًا على التحقق من الأرقام. كما أكدت الوكالة وجود حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية، في ظل نقص حاد في الغذاء، المياه، والملابس الشتوية.
خرق "إسرائيلي" لاتفاق وقف إطلاق النار
وفي سياق آخر، شهدت عدد من مناطق قطاع غزة خرقاً "إسرائيلياً" لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث أطلق جيش الاحتلال النيران على الفلسطينيين، ما أسفر عن إصابة صياد فلسطيني بجروح خطيرة، صباح اليوم الثلاثاء 21 كانون الثاني/ يناير، بعد استهدافه قارب صيده بقذيفة أطلقها في بحر مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وفي تطور آخر، استشهد فلسطينيان برصاص قناصة الجيش "الإسرائيلي" بمدينة رفح، في حين استشهد ثالث شرق المدينة جراء انفجار جسم مشبوه من مخلفات جيش الاحتلال.
انتشال جثامين الشهداء
ومع بدء عمليات انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض ومن الطرقات، تمكنت طواقم جهاز الدفاع المدني من انتشال جثامين 66 شهيداً من تحت أنقاض المنازل والمباني التي دمرها الاحتلال "الإسرائيلي" في مختلف محافظات قطاع غزة. وأفاد الدفاع المدني بأن طواقمه انتشلت 8 جثامين لشهداء من محافظتي غزة والشمال، و58 جثماناً من محافظات جنوب القطاع.
فيما تستمر أعمال البحث عن جثامين فلسطينيين ما زالت تحت الأنقاض، بينما يحول نقص المعدات والآليات الثقيلة دون انتشال العشرات منهم.
وفي سياق متصل، نشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة. وكشف الإعلام الحكومي أن الاحتلال ارتكب 10100 مجزرة، ارتقى على إثرها 61182 شهيداً ومفقوداً، بينهم 14222 مفقوداً لم يصلوا إلى المستشفيات حتى تاريخ 18 يناير/ كانون الثاني الحالي.
كما تحدث عن أن 2092 عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال، ومسحها من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، حيث بلغ عدد الشهداء من هذه العائلات 5967 شهيداً، وفق وزارة الصحة. في وقت أباد الاحتلال 4889 عائلة لم يتبقَّ منها سوى فرد واحدا فقط.
ومن بين إجمالي عدد الشهداء، هناك 17861 طفلاً و12316 امرأة. وكشف المكتب عن أن الاحتلال ألقى 100 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، وأحرق أو اعتدى أو أخرج من الخدمة 34 مستشفى، وأخرج من الخدمة 80 مركزاً صحياً، كما استهدف 162 مؤسسة صحية. معلناً أن نسبة الدمار في القطاع بلغت 88%.