صعّد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من وتيرة عدوانه على الفلسطينيين ومنازلهم في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، والتي تتعرض لهجوم شامل منذ خمسة أيام متواصلة. تخلل ذلك عمليات هدم وإحراق للمنازل، وتهجير آلاف العائلات خارج المخيم.

وأكد المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أن "العنف الإسرائيلي" في جنين تسبب في نزوح 3,000 عائلة، وسط انقطاع المياه والكهرباء، داعيًا إلى تحقيق شامل ومستقل في عمليات القتل ومحاسبة المسؤولين عن أي جرائم قتل غير قانونية.

تحذيرات من تطهير عرقي في جنين

كما حذّر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، من تنفيذ الاحتلال لعملية تطهير عرقي خطيرة في جنين، لافتًا إلى أن ما يجري يعكس تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال بأن الأهداف القمعية واحدة في غزة والضفة.

وترافق ذلك مع مخاوف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تكرار ما ارتكبه الاحتلال في غزة من جرائم إبادة جماعية، مشيرًا إلى أن العدوان الحالي على جنين جزء من الهجوم الواسع على الفلسطينيين وأرضهم المحتلة.

واعتبر المرصد الحقوقي أن صمت المجتمع الدولي على النهج العدواني "الإسرائيلي" ضد الفلسطينيين يمنح الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في هجومه العسكري وتوسيع نطاقه ليشمل مناطق جديدة في الضفة.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن الاقتحام "الإسرائيلي" لجنين تزامن مع انسحاب أجهزة الأمن الفلسطينية التي كانت تحاصر المخيم منذ 48 يومًا في إطار حملة أمنية واسعة لملاحقة أفراد الفصائل.

14 شهيدًا وعشرات الجرحى خلال 5 أيام من العدوان

وارتفع عدد شهداء العملية العسكرية التي أطلق عليها الاحتلال اسم "السور الحديدي" إلى 14 شهيدًا، بينهم اثنان استشهدا في قصف مركبتهما ببلدة قباطية. في المقابل، أمر جيش الاحتلال بإخلاء عدد من المباني السكنية تمهيدًا لتفجيرها، وحوّل بعضها إلى ثكنات عسكرية.

وفي تطور لافت، أمر جيش الاحتلال اليوم السبت 25 كانون الثاني/ يناير، بإخلاء عدد من المباني السكنية تمهيداً لتفجيرها حيث تسمع في هذه الأثناء أصوات انفجارات ضخمة، بينما جرى تحويل مبان أخرى إلى ثكنات عسكرية لجنود الاحتلال.

وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال واصلت تهجير الآلاف من سكان المخيم ومحيطه، في ظل إطلاق مناطيد مراقبة وطائرات استطلاع، وحظر التجول في المخيم.

وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الفلسطينيين من أحياء ومنازل في مخيم جنين منها منازل عدد من الأسرى من المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وواصل الاحتلال حملة اقتحامات بلدات في مدينة جنين، وقام بعمليات تجريف وتدمير البنى التحتية لشوارع وأحياء تلك البلدات أبرزها السيلة الحارثية غرب جنين، وميثلون وقباطية جنوب جنين.

وأحرق جيش الاحتلال عددا من منازل الفلسطينيين في المنطقة الجنوبية الغربية من مخيم جنين، وفي حيي الزهرة والجابريات، أجبر السكان الفلسطينيين على إخلاء منازلهم فيما واصلت طائرات مسيرة تحليقها في سماء المخيم وأعلنت حظر التجول فيه.

المقاومة تواصل التصدي للعدوان

في المقابل، وتواصل كتيبة جنين برفقة كتائب القسام وقوى المقاومة الفلسطينية التصدي لعدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها عبر الاشتباك مع جنوده ونصب الكمائن لآلياته وقواته.

وفي التطورات الأخيرة أعلنت كتيبة جنين أن تشكيلاتها القتالية تمكنت بالتعاون مع كتائب القسام وشباب الثأر والتحرير، من خوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال في عدة محاور داخل المخيم.

ووفقاً لبيان صادر عن كتيبة جنين، فإن الاشتباكات استمرت خلال ساعات مساء يوم الخميس وصباح يوم الجمعة، إذ قام مقاتلو المقاومة بإمطار قوات الاحتلال بزخات كثيفة من الرصاص المباشر.

 كما جرى تفجير عدد من العبوات المضادة للأفراد في صفوف قوات المشاة "الإسرائيلية"، ما أسفر عن إصابات مؤكدة في صفوف جيش الاحتلال.

ومن جهتها، قال كتائب شهداء الأقصى - جنين في بيان فجر اليوم: "يواصل مقاتلونا بكل بسالة واقتدار خوض اشتباكات ضارية مع قوات العدو الصهيوني في مختلف محاور القتال بمدينة جنين بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، محققين إصابات مباشرة في صفوف العدو".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد