أطلقت عائلة حمزة، المقيمة في مخيم مار الياس بالعاصمة اللبنانية بيروت، مناشدة استغاثة عبر بوابة اللاجئين الفلسطينيين، بعد احتراق المبنى الذي كانوا يسكنون فيه بالكامل نتيجة ماس كهربائي وقع في الطابق الأول يوم الخميس الماضي عند الساعة السابعة مساءً.
الحريق، الذي خرج عن السيطرة خلال دقائق، تسبب في التهام أثاث المنازل، وتضرر أعمدة المبنى، ما جعله غير صالح للسكن وآيلاً للسقوط في أي لحظة.
هيام حمزة، إحدى المتضررات وصاحبة الطابق الأول، عبرت عن غضبها وحزنها الشديدين نتيجة تجاهل الجهات المعنية، وعلى رأسها غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قائلة: "مرّ ثمانية أيام على احتراق المبنى، ولم يقم أحد من المسؤولين أو اللجان الشعبية أو المؤسسات بمراجعة ما حدث في تلك الليلة".
وأوضحت أن الجيران حاولوا جاهدين السيطرة على الحريق، إلا أن الوضع كان خطيراً للغاية، ما اضطر العائلة إلى الهروب من المبنى حفاظاً على أرواحهم.
تعيش هيام حالياً مع بناتها عند إحدى جاراتها، في حين أن أختها التي كانت تقيم في الطابق الثالث لجأت هي الأخرى إلى أحد الجيران، وأكدت هيام أن المبنى بات مهدداً بالانهيار في أي لحظة، مشيرة إلى أن البيت الوحيد الذي لم يتضرر بشكل كامل هو منزلها، لكنه يفتقر إلى المياه والخدمات الصحية الأساسية.
مطالب عاجلة لـ "أونروا" والجهات المعنية
ورغم مرور أكثر من أسبوع على الحادثة، لم يتلقَّ المتضررون أي استجابة تُذكر من الأونروا، إذ طالبت هيام الوكالة بإرسال مهندسين لتقييم حجم الأضرار واتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ الوضع. وقالت: "كل ما تم فعله هو زيارة من اللجنة الشعبية في المخيم للاطمئنان علينا، ولكننا بحاجة إلى حلول جذرية؛ فبدون تدخل الأونروا والجمعيات المعنية، سنجد أنفسنا في الشارع".
هيام، التي تعمل بجهود شخصية لإصلاح خزانات المياه وترميم سقف الطابق الأول الذي انهار جزء منه، تسعى إلى العودة مع أختها وأطفالهما إلى منزلها رغم المخاطر، مؤكدة أن هذه الجهود لا تكفي لحل الأزمة.
ووجهت عائلة حمزة مناشدة عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى "أونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية والجمعيات والمؤسسات الإنسانية لدعمهم في محنتهم. وقالت هيام: "الكارثة التي حلت بنا كبيرة، ولولا تضامن الجيران لكنا الآن في الشارع. نحن نريد العودة إلى منازلنا، ونطالب بإنقاذنا قبل أن تتفاقم الكارثة".
هذه الحادثة تكشف مجدداً هشاشة البنية التحتية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وتسلط الضوء على تقصير الجهات المعنية في معالجة الأزمات الطارئة، ما يدعو إلى ضرورة تحرك فوري لدعم هذه العائلة وإعادة تأهيل المبنى المتضرر.