أكد مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الضفة الغربية "رونالد فريدريك" أن مخيم جنين شهد تصعيداً كبيراً في وتيرة العنف "الإسرائيلي" منذ بداية العملية العسكرية ما أدى إلى نزوح شبه كامل لسكانه الذين غادروا المخيم خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وقال "رولاند فريدريك" في تصريح صحفي مع "بي بي سي" البريطانية: "نحن نواجه حالياً، وبكل أسف، تدهوراً كبيراً في الأوضاع الإنسانية والأمنية في الضفة الغربية، وخصوصاً في شمالها"، مشيراً إلى أن التوترات في الضفة قد تؤثر على وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة.

وأضاف: "منذ يوم الثلاثاء تنفذ القوات الإسرائيلية عملية عسكرية واسعة النطاق في مخيم جنين للاجئين ومحيطه، وهو مخيم يضم عادةً أكثر من عشرين ألف نسمة".

وأوضح أن المخيم شهد تصعيداً كبيراً في وتيرة العنف "الإسرائيلي" منذ بداية العملية العسكرية مما أدى إلى نزوح شبه كامل لسكانه، حيث غادروا المخيم خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وذكر فريدريك أن أكثر من ثلاثة عشر شخصاً قضوا حتى الآن، ويقال: إن أغلبهم من المدنيين المارة، لافتاً إلى ذلك يأتي هذا في ظل تعليق جميع خدمات وكالة "أونروا" التي تدير في هذا المخيم وإغلاق أربع مدارس تستقبل أكثر من ألفي طفل، ووقف الخدمات الصحية لنحو عشرين ألف شخص.

وبيّن القائم بشؤون "أونروا" في الضفة الغربية أن الوكالة اضطرت إلى تعليق خدماتها منذ بداية شهر ديسمبر/كانون الأول لافتاً إلى أن هناك اشتباكات مستمرة منذ بداية شهر ديسمبر/كانون الأول بين قوات الأمن الفلسطينية و"المسلحين" المحليين، في إشارة إلى مقاتلي كتيبة جنين والعملية العسكرية التي شنتها قوات أمن السلطة الفلسطينية على المخيم بهدف ملاحقتهم، قبل أن تنسحب ويبدأ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه.

وقال "فريدريك": إن التأثير التراكمي للوضع على الأرض، على الناس في المخيم، وحوله، والنساء، والأطفال المسنين، بالغ الخطورة، وإزاء ذلك تساءل: "إذن، كيف تُوزَّع المساعدات على المحتاجين إذا كان موظفوك غير موجودين"؟

وأشار إلى أن ما تقوم به هو "أونروا" هو التنسيق الوثيق، سواء كوكالة تابعة للأمم المتحدة للاجئين أو بالتعاون مع منظمات شريكة، لتوزيع ما يُعرف بالمواد غير الغذائية، بالإضافة إلى المساعدات النقدية والغذائية.

وشدد على أن الوصول إلى المستفيدين في الوقت الراهن داخل مخيم جنين يُعدّ تحدياً كبيراً للغاية بسبب صعوبة الوضع مبيناً أن الوضع يظل غير واضح وسط استمرار "الأعمال العدائية".

ويستمر جيش الاحتلال "الإسرائيلية" في عمليته العسكرية التي أطلق عليها اسم "السور الحديدي" مستهدفاً مدينة ومخيم جنين لليوم السادس على التوالي، ما أسفر عن استشهاد 16 فلسطينياً وإصابة العشرات، وتهجير عدد كبير من سكان المخيم قسرياً بعد إجبارهم على إخلاء منازلهم واعتقال العشرات.

وفي وقت سابق قال محافظ جنين كمال أبو الرب: إن الجيش "الإسرائيلي" هدم 20 منزلاً ومنشأة في جنين منذ بدء عدوانه، على المخيم، الثلاثاء الماضي، معرباً عن قلقه أيضاً من احتمالية وجود شهداء وجرحى داخل مخيم جنين، ولم تستطع طواقم الإسعاف من الوصول إليهم، في ظل منع الصحافيين أيضاً من الاقتراب من مداخل مخيم جنين .

موضوع ذو صلة: العدوان "الإسرائيلي" يتواصل في جنين: شهيدان في المدينة والمخيم وثالث في مخيم بلاطة