يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية لليوم السابع على التوالي، مع استمرار عمليات إحراق وتدمير عشرات المنازل وإجبار الفلسطينيين على النزوح القسري. وفي ظل هذه التطورات، طالب رئيس بلدية جنين بإعلان المدينة "منطقة منكوبة" وضرورة تقديم المساعدات العاجلة إليها.
وذكرت مصادر محلية أن جيش الاحتلال اقتحم فجر اليوم الاثنين 27 كانون الثاني/ يناير، مستشفى جنين الحكومي، وقام بعمليات تفتيش شملت المرضى والأطباء، في إطار اعتداءاته المتواصلة على المنظومة الصحية في المدينة ومخيمها.
ولليوم الثاني على التوالي، أقدم جيش الاحتلال على تجريف مدخل المستشفى وإغلاقه بالسواتر الترابية، مما أعاق دخول وخروج المرضى، وصعّب من عمل الطواقم الطبية بشكل كبير.
وفي منطقة (طلعة الغبز) بمخيم جنين، قامت جرافات الاحتلال بعمليات نسف وتجريف للمنازل بهدف فتح طريق نحو حارة الدمج. وقد أسفر العدوان عن إحراق ما بين 70 و80 منزلاً، وتدمير ما بين 30 و40 منزلاً بشكل كلي، بالإضافة إلى مئات المنازل المتضررة جزئياً، وفقاً لتصريحات رئيس بلدية جنين محمد جرار.
كما أكد جرار أن الاحتلال يجرف الطرق، ويقوم تدمير البنية التحتية، ويشق ممرات لآلياته العسكرية على أنقاض المنازل الفلسطينية المدمرة، داعياً الحكومة الفلسطينية لتقديم مساعدات عاجلة لإغاثة المتضررين.
ضحايا ونزوح قسري
عملية الاحتلال العسكرية، التي أُطلق عليها اسم "السور الحديدي"، استهدفت المدينة ومخيم جنين، وأسفرت عن استشهاد 16 فلسطينياً وإصابة العشرات حتى الآن. كما أجبر جيش الاحتلال أكثر من 3 آلاف عائلة على النزوح من المخيم، وفقاً لتصريحات المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.
وأضاف المتحدث: أن "العنف الإسرائيلي" تسبب في نزوح الآلاف وسط انقطاع كامل للمياه والكهرباء، مطالباً بإجراء تحقيق شامل ومستقل في عمليات القتل ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.
مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الضفة الغربية، "رونالد فريدريك"، أشار إلى أن مخيم جنين شهد تصعيداً غير مسبوق في "العنف الإسرائيلي" منذ بداية العملية العسكرية. وأشار إلى أن معظم سكان المخيم نزحوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، محذراً من انعكاسات هذا التصعيد على وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة.
وكانت "أونروا" قد اضطرت لتعليق خدماتها في مخيم جنين منذ بداية شهر ديسمبر/كانون الأول، خلال عملية عسكرية قادتها السلطة الفلسطينية لملاحقة أفراد كتيبة جنين، قبل انسحابها وشن جيش الاحتلال عدوانه الشامل.