يشكو أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق من غياب شبه كامل للخدمات الأساسية، في وقت تتزايد فيه المطالبات بحل بعض القضايا العاجلة، وعلى رأسها إنارة الشوارع، خاصة مع ارتفاع أعداد العائدين إلى المخيم واتساع حركة الدخول والخروج بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ويشهد المخيم، لا سيما مناطق مثل جادات عين غزال وشارع اليرموك الرئيسي والقسم الأول من المخيم، حركة متزايدة من الأهالي، سواء من العائدين لترميم منازلهم بهدف السكن، أو ممن يتفقدون ما تبقى من ممتلكاتهم. غير أن غياب الإنارة يعوق هذه الحركة، حيث يضطر السكان لمغادرة منازلهم والعودة قبل حلول الظلام، وسط مخاوف أمنية من انتشار السرقات وتجنب سيارات الأجرة دخول المخيم ليلاً.
وفي هذا السياق، قال "أبو سامر نبكي"، أحد القاطنين في جادات عين غزال، إنّ إنارة الشوارع باتت ضرورة ملحة، موضحاً أن المخيم يتحول إلى منطقة معزولة بعد غروب الشمس، مما يجعل التنقل ليلاً محفوفاً بالمخاطر، خصوصاً في الحالات الإسعافية الطارئة، حيث يضطر السكان للاعتماد على أضواء هواتفهم لرؤية الطريق. وأضاف: "العتمة تجعل المخيم بيئة آمنة للصوص، بينما الإنارة قد تعيد شيئاً من الأمان والحياة إلى المنطقة".
ويطالب أهالي المخيم الجمعيات الفلسطينية العاملة بتكثيف جهودها لحل مشكلة الإنارة، خاصة في شارع اليرموك الرئيسي والمناطق الحيوية، عبر اعتماد ألواح الطاقة الشمسية كحل مستدام.
وتتواصل عودة الأهالي إلى المخيم بجهود فردية، حيث قدّرت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عدد العائدين بحوالي 5000 لاجئ، إلا أن الكثير منهم لم يتمكنوا بعد من السكن في منازلهم؛ بسبب غياب الخدمات الأساسية.
وعلّق اللاجئ "سامر"، القاطن في شارع لوبية، على الأوضاع قائلاً: "السكن في المخيم يتطلب الكثير من الصبر والاقتناع. المخيم موحش بسبب الدمار والظلام وغياب الخدمات، وإعادة إحيائه تحتاج إلى تحسين الإنارة وتمديدات المياه والكهرباء، إضافة إلى خدمات النظافة".
ويشير السكان إلى أن إعادة تفعيل اللجنة المحلية والبلدية هو الحل الوحيد لتنظيم الخدمات الأساسية داخل المخيم، معربين عن أملهم في استجابة الجهات المعنية لمطالبهم في ظل تدهور الظروف الصحية والبيئية التي وصفوها بأنها "غير قابلة للاستمرار".
وكان المخيم قد تعرض لسياسات محو ممنهجة من قبل النظام السابق، شملت تغيير اسمه من "مخيم اليرموك" إلى "منطقة اليرموك"، وحل اللجنة المحلية التي كانت تدير شؤونه منذ عام 1964، وإزالة العلم الفلسطيني من مداخله، إضافة إلى خطط لتحويله إلى منطقة عقارية جديدة بتمويل رجال أعمال مرتبطين بالنظام، ما أثار مخاوف واسعة من إنهاء رمزيته كأحد أبرز المخيمات الفلسطينية في الشتات.