اتهمت شركة "واتساب" شركة "باراغون سوليوشنز" "الإسرائيلية" بالتورط في حملة اختراق استهدفت أكثر من 100 صحفي وناشط مدني في 20 دولة، ما أثار موجة من الإدانات والمخاوف حول انتهاك الخصوصية.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، نقلًا عن واتساب التابعة لشركة "ميتا"، أن الصحفيين والناشطين المستهدفين تلقوا إشعارات تحذرهم من احتمال تعرض أجهزتهم للاختراق بواسطة برمجية تجسس متطورة تديرها "باراغون سوليوشنز".
وأكدت واتساب أنها تمتلك "ثقة عالية" بأن الهجوم تم بالفعل عبر تقنية "الهجوم الصفري النقرة" (zero-click attack)، التي تتيح اختراق الأجهزة دون الحاجة إلى تفاعل من الضحايا، مما يجعلها من أخطر أساليب التجسس الرقمي.
وفي حين التزمت "باراغون سوليوشنز" الصمت إزاء هذه الاتهامات، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن الشركة أسسها ضباط سابقون في وحدة الاستخبارات "الإسرائيلية" 8200، بينهم العميد احتياط "إيهود شنيرسون"، إضافة إلى امتلاك رئيس الوزراء الأسبق "إيهود باراك" حصصاً فيها.
ووفق التقرير، فإن الشركة تُسوّق نفسها كمزود "أخلاقي" لتقنيات التجسس، إلا أن سجلها يشير إلى استهداف متكرر للصحفيين والنشطاء.
وكانت مجلة "وايرد" الأمريكية قد نشرت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تقريراً كشف عن عقد بقيمة مليوني دولار بين "باراغون" وقسم التحقيقات الأمنية بوزارة الهجرة والجمارك الأمريكية، قبل أن يتم تعليق العمل به للتحقق من مدى توافقه مع أمر تنفيذي أصدرته إدارة بايدن يقيد استخدام المؤسسات الفيدرالية لبرامج التجسس.
وأوضحت واتساب أنها بعثت خطاباً قانونياً إلى "باراغون سوليوشنز"، التي تمتلك مكتباً في ولاية فرجينيا الأمريكية، مطالبة بوقف أنشطتها التجسسية، مؤكدة أنها تدرس خياراتها القانونية لمحاسبة الشركة.
وتعيد هذه الفضيحة إلى الأذهان سلسلة من حوادث التجسس التي تورطت فيها شركات إسرائيلية مثل "إن إس أو" و"كانديرو"، والتي استخدمت برمجيات متطورة لاستهداف صحفيين ومسؤولين في عدة دول.
وكان برنامج "بيغاسوس" التابع لـ"إن إس أو" قد أثار ضجة عالمية بعد الكشف عن قدرته على اختراق الهواتف الذكية والوصول إلى بياناتها بالكامل، ما دفع واشنطن إلى فرض قيود على هذه الشركات.
وتأتي هذه الاتهامات في وقت تتزايد فيه الدعوات لمحاسبة الشركات المتورطة في إنتاج برمجيات التجسس، وسط مطالبات بتشديد الرقابة القانونية على تقنيات المراقبة وحماية حرية الصحافة والخصوصية الرقمية.