أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الخميس 6 شباط/ فبراير، أن "إسرائيل" ستسلم قطاع غزة للولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، مشيراً إلى أنه لن تكون هناك حاجة إلى نشر قوات أميركية في القطاع.
وفي منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب: "ستسلم إسرائيل قطاع غزة للولايات المتحدة عند انتهاء القتال. سيكون الفلسطينيون قد أعيد توطينهم بالفعل في مجتمعات أكثر أماناً وجمالاً، مع منازل جديدة وحديثة، في المنطقة".
وتوالت ردود الفعل على تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن نيته تهجير أهالي قطاع غزة، وقيام "إسرائيل" بتسليمه للولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، ما أثار موجة استنكار واسعة على المستويين العربي والدولي، وسط تحذيرات من مخطط يستهدف إعادة إنتاج نكبة عام 1948.
ونقل موقع "والاه" العبري أن تصريحات ترامب تحمل دلالات خطيرة، إذ تعني أن "إسرائيل" ستكون مطالبة بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وإجلاء نحو مليوني فلسطيني إلى أماكن أخرى، مما ينذر بإطالة أمد الحرب التي دخلت شهرها السادس عشر، وسقوط المزيد من الضحايا على الجانبين. وأشار إلى تصريحات ترامب بأن الولايات المتحدة ستعمل مع فرق دولية لإعادة إعمار غزة، ولكن فقط بعد إخلائها من سكانها.
وتأتي هذه التصريحات بعد انتقادات وُجّهت له بشأن اقتراحه السابق حول غزة، والذي اعتبره البعض يتطلب تدخلاً عسكرياً أميركياً واستثماراً مالياً هائلاً، وهو ما يتناقض مع مواقفه السابقة التي انتقد فيها بشدة أي تورط أميركي في عمليات إعادة إعمار دول أخرى، حسبما أشار الموقع العبري.
إدانات عربية وتحذيرات من مخطط تهجير الفلسطينيين
وفي رد فعلها، حذرت جامعة الدول العربية اليوم الخميس، من أن التصريحات الأميركية و"الإسرائيلية" الأخيرة تكشف عن مخطط لتهجير سكان قطاع غزة، في محاولة لإعادة إنتاج نكبة 1948.
وخلال لقاء جمع الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، برئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، شدد الطرفان على رفض أي محاولة لنقل الفلسطينيين قسراً من أرضهم، مؤكدين أن القضية الفلسطينية لن تُحل إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.
وأعربت الجزائر عن رفضها القاطع لخطة ترامب، محذرة من أن أي محاولة لتهجير سكان غزة تمثل ضربة مباشرة للقضية الفلسطينية.
وفي بيان لوزارة الخارجية، أكدت الجزائر أن "أي مخططات تستهدف إفراغ غزة من سكانها الأصليين تعد انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا لمستقبل الدولة الفلسطينية".
كذلك، أكدت وزارة الخارجية الكويتية أن موقفها ثابت في دعم الشعب الفلسطيني، معتبرة أن أي محاولات لفرض تهجير قسري أو تغيير ديموغرافي في غزة انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أكد اليوم، أن فلسطين بأرضها وتاريخها ومقدساتها ليست للبيع، مشدداً على أن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتفاوض أو المساومة.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني، بقيادته الوطنية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، لن يتنازل عن أي جزء من أرضه، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مؤكداً رفض أي مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر مشاريع استثمارية.
وأشار أبو ردينة إلى أن الردود العربية والدولية على مخططات تهجير الفلسطينيين أثبتت تمسك العالم بالشرعية الدولية، في مقابل عزلة الموقف الأميركي. كما جدد التأكيد على أن تحقيق السلام والاستقرار لا يكون إلا من فلسطين، وتحديداً من القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.
مواقف دولية: رفض قاطع للتهجير القسري
وعلى المستوى الدولي، قالت وزيرة شؤون التنمية الدولية البريطانية، أناليز دودز، إن بلادها ستعارض أي محاولة لترحيل الفلسطينيين قسراً من غزة إلى دول مجاورة. وأضافت أمام البرلمان البريطاني: "يتعين ألا يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين، ولا أي تقليص لأرض قطاع غزة".
ورفضت كندا خطة ترامب، مؤكدة دعمها لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. وقالت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، إن موقف بلادها "لم يتغير، وندعم التوصل إلى حل الدولتين، حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بسلام داخل حدود معترف بها دولياً".
كما أكدت وزارة الخارجية الصينية أن بكين تعارض أي محاولة لنقل سكان غزة بشكل قسري، معتبرة أن "غزة للفلسطينيين، وليست أداة مساومة سياسية، ناهيك عن أن تكون هدفاً لقانون الغاب".
وفي السياق ذاته، شددت وزارة الخارجية الإندونيسية على أن أي إجراء لتغيير التركيبة السكانية في غزة سيعرقل تنفيذ حل الدولتين، فيما وصفت ماليزيا أي محاولة للتهجير القسري بأنها "تطهير عرقي وانتهاك واضح للقانون الدولي".
وفي موقف حاد، هاجم الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، تصريحات ترامب، محذرًا من أن السياسات الاستعمارية ستشعل مزيدًا من الحروب. وقال في منشور على منصة "إكس": "سيبدأون أسوأ الحروب لأنهم يعتبرون أنفسهم شعب الله، لكن شعب الله ليسوا من البيض الأميركيين أو الإسرائيليين، بل البشرية جمعاء".
من جهته، رفض وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، المقترح الإسرائيلي المتعلق باستقبال إسبانيا للفلسطينيين المهجّرين من غزة، مؤكدًا أن "أرض سكان غزة هي غزة، ويجب أن تكون جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية".