استهجان من رضوخ "أونروا" السريع

إلغاء "أونروا" كتاباً في المنهاج الفلسطيني كأداة ضغط في سياق الهجمة على الوكالة

الإثنين 10 فبراير 2025

في قرار مفاجئ عملت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على إلغاء كتاب اللغة العربية لطلاب الصف الخامس في مدارس الوكالة، وأبلغ المفوض العام "فيليب لازاريني" رؤساء المديريات التعليمية على غير العادة في خمس مخيمات للاجئين الفلسطينيين بضرورة الامتثال لتنفيذ القرار.

وجاء الحث على استبدال كتاب اللغة العربية بمواد لم يعرف ماهيتها عرفت باسم "مواد التعلم الذاتي"، من واقع استبدال تدريجي للمنهاج الفلسطيني، الأمر الذي يحرم آلاف الطلاب من تعلم تاريخهم والتعرف على الرموز الوطنية التي لطالما كانت مصدر إلهام للدفاع عن الحقوق الفلسطينية أمثال الشهيدة دلال المغربي.ا

اقرأ/ي أيضاً: شؤون اللاجئين تطالب "أونروا" بإلغاء قرار استبدال كتاب اللغة الغربية للصف الخامس

ولم يكنُ تحسين جودة التعليم هو السبب وراء إلغاء أهم كتاب في المنهاج الفلسطيني للأطفال، حيث وقفت الدوافع بناء على طلب "إسرائيلي – أميريكي" نيته تجهيل الجيل الفلسطيني وإقصاء المفاهيم التي تدعو لمقاومة المحتل تحت مزاعم أنها تحث على الكراهية وعدم التسامح.

وعبّر مدير عام الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي عن استغرابه من الأمر الإداري الذي صدر بشكل مباشر عن المفوض العام "فيليب لازاريني" لمديريات التعليم التي وصفها بأنها خاطئة من الناحية البروتوكولية وبدلاً من ذلك يجب أن يخاطب وزارة التعليم والوزارة تطلب من مديريات التعليم.

لازاريني استجاب لما طرحه سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون

وأوضح هويدي في حديث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن الأولى أيضاً في قرار المفوض العام بتوجهه نحو دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية على اعتبار انها تمثل الدولة المضيفة لأن "اونروا" تدرس مواد الدولة المضيفة، لا تعمل على وضع منهج دراسي خاص لها.

وأكد هويدي أن المفوض العام استجاب لما طرحه سفير الاحتلال "الإسرائيلي" داني دانون حول حديثه عن مضامين كتاب اللغة العربية للصف الخامس وفحواه ما تعلق بالمناضلة الفلسطينية دلال المغربي تحت مزاعم "أنه يعزز الكراهية وعدم التسامح".

وأوضح هويدي أن استجابة المفوض العام جاءت بشكل مباشر، بعدما حرض "داني دانون" سفير الكيان في الأمم المتحدة على منهاج كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي وفيه درس عن دلال المغربي، ما دفع لازاريني على الفور إلى إرسال "إيميل" طلب فيه استبداله بمادة إثرائية موجودة لدى وكالة "أونروا".

التمويل صار سيفاً مسلطاً على رقبة أونروا لتنفيذ مخططات الاحتلال

ويرى هويدي أن هذا يرتبط بموضوع التمويل المالي للوكالة الأممية حالما لم يحدث تطبيق القرار سوف يتراجع تمويل "اونروا"، لافتاً إلى أن "لازاريني" كان عليه أن يبلغ الجمعية العامة للأمم المتحدة أن السلطة الفلسطينية هي من تضع المناهج وبناء عليه يتم النقاش معها حول الأمر.

ويصف هويدي التمويل المالي بأنه صار سيفاً مسلطاً على رقبة "أونروا" لتنفيذ مخططات الاحتلال المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يأتي تحت مسمى "إجراءات تراعي الحيادية" بالنسبة لهم.

وسلط الهويدي الضوء على تقرير "كاترين كولونا" وزيرة خارجية فرنسا السابقة حول "الحيادية" والتي حثت على إعادة النظر في المناهج الفلسطينية لأنها "تحث على الكراهية وعدم التسامح" على حد زعمها.

وتأتي هذه الضغوط من جانب سلطات الاحتلال وداعميه الأوروبيين والأميركيين، والتي استخدمها السفير "الإسرائيلي" دانون في الأمم المتحدة الذي زعم وادعى أن المناهج " تعزز الكراهية وعدم التسامح وأنها ضد السامية" ودفع باتجاه إلغائها، والمفوض العام لـ "أونروا" ترجم هذه الضغوط على أرض الواقع باستبدال كتاب اللغة العربية للطلبة، وفقاً لهويدي.

ويعتقد هويدي أن كل ما يجري يندرج ضمن سياق الهجمة على "اونروا" من خلال دعوات استبدالها وإنهاء خدماتها واتهامها بما يسمى "معاداة السامية"، وبأن "مراكزها استخدمت لاحتجاز الرهائن" والان يجري استخدام المزيد من هذه الفبركات لتحقيق المزيد من الضغط على "أونروا" وهو السبب عينه لإثارة مثل هذا الموضوع في مثل هذا الوقت.

المنهاج الفلسطيني هو ما يجب أن يتعلمه الجيل الفلسطيني

ويشدد هويدي على أن المنهاج الفلسطيني يحمل تاريخ القضية الفلسطينية والانتماء الوطني للأرض وهو ما يجب أن يتعلمه بالفعل الجيل الفلسطيني، مشيراً إلى أن الأصل في ذلك القرار الحديث مع الاحتلال لماذا يستمر باحتلال أراضي الفلسطينيين وهو الذي يولد الكراهية ولا يمكن البناء على التسامح معه.

مدير عام الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين، يؤكد أيضاً على ضرورة أن يتم تعزيز الانتماء الوطني للشعب والطلاب داخل مدارس "أونروا" وأن يعزز المنهاج هذا المفهوم، على عكس الانصياع لمحاولات الضغط على الوكالة، والاستجابة من طرف الأخيرة لما تطرحه الإدارة الأميركية أو كيان الاحتلال في إطار عملية شطب "أونروا" بشكل متدرج.

كما وصفها بأنها معادلة غريبة ومرفوضة بأن يُطلب من الشعوب المحتلة تقبّل الاحتلال والتعاطف معه وتقبله، وكأنه لا يوجد احتلال ، مذكّراً أن "الالتزام بالقوانين الدولية وشرعية الأمم المتحدة وتدريس تاريخ الشعوب على مستوى الشعب الفلسطيني يعد حق لهم".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد