نظم قطاع الشباب في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين معرضاً فنياً وطنياً في مخيم نهر البارد شمالي لبنان تحت عنوان "الانتصار في عيون الشباب"، وذلك دعمًا للمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، وبمناسبة الذكرى الـ56 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية.
وضم المعرض مجموعة واسعة من اللوحات والرسومات اليدوية التي عكست تمسك الشباب الفلسطيني بوطنه من خلال الألوان والرموز الوطنية. واحتوت الأعمال الفنية على لوحات تجسد القرى والمدن الفلسطينية، وأخرى تناولت محطات نضالية بارزة مثل غزة العزة، جنين، طولكرم، القدس، إضافة إلى لوحات تعبر عن التراث الفلسطيني والمقاومة.
افتُتح المعرض بكلمة ترحيبية أشادت بانطلاقة الجبهة الديمقراطية، وتوجهت بالشكر إلى المشاركين والمبدعات اللواتي قدمن جهودهن لإنجاح الفعالية، قبل أن يتم قص شريط الافتتاح بحضور ممثلين عن الفصائل واللجنة الشعبية، لينطلق بعدها الحاضرون في جولة بين أروقة المعرض، حيث تنوعت اللوحات بين رسومات تحمل رموزًا وطنية مباشرة، وأخرى تعتمد على التعبير الفني العميق لقضية الشعب الفلسطيني.
من بين المشاركات في المعرض، مريم العينين، التي رأت أن الفن هو شكل من أشكال المقاومة، قائلة: "اللوحات التي رسمناها تتحدث عن القضية الفلسطينية، سواء عبر رموز مباشرة أو غير مباشرة. على سبيل المثال، استخدمنا رمز البطيخة التي تحمل ألوان علم فلسطين، وتحدّت خوارزميات فيسبوك، إضافة إلى رسم زهرة الحنون، التي ترمز إلى دماء الشهداء، كما رسمنا صورًا لأسرى مثل أحمد مناصرة، ولشهداء رموز كأبو الوفا، والصحفية شيرين أبو عاقلة، والمناضل جيفارا الذي يعد رمزًا للصمود الفلسطيني".
أما ريان السعدي، فعبّرت عن أهمية الريشة في التعبير عن الانتصار رغم المعاناة، قائلة: "قمنا برسم لوحات تعبر عن القضية الفلسطينية وانتصار أهل غزة رغم معاناتهم، فكانت الألوان والريشة رفيقتنا في فرحة التمسك بالوطن".
بدوره، أوضح محمد السبعين، مشرف قطاع الشباب في الجبهة الديمقراطية في نهر البارد، أن المعرض جاء استجابةً للواقع الفلسطيني بعد "طوفان الأقصى"، الذي شكل نقطة تحول في المواجهة مع الاحتلال، قائلاً: "كان لا بد لنا من إقامة هذا المعرض، خاصة أنه يتزامن مع الذكرى 56 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية. اخترنا عنوان "الانتصار في عيون الشباب" لأنه يعكس فرحة الشباب الفلسطيني بإنجازات المقاومة، كما أن اللوحات التي رسمتها فتيات جامعيات تجسد حبهن لفلسطين وهويتهن الوطنية".
وشدد السبعين على أهمية العلم في مسيرة النضال، مشيراً إلى أن المقاتلين الذين يطورون الصواريخ والقذائف ليسوا إلا مهندسين وفنيين يستخدمون معارفهم للدفاع عن فلسطين، بينما في الشتات يلجأ الشباب الفلسطيني إلى سلاح الفن والإبداع لنقل صورة القضية إلى العالم.
من جهته، أكد حافظ وهبة، مسؤول اتحاد الشباب الفلسطيني في نهر البارد، أن المعرض استُلهِم من صمود غزة وانتصارات المقاومة، مضيفًا: "اليوم نثبت أن شبابنا قادر على الإبداع في مختلف المجالات، ونحارب الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل، سواء بالعلم أو الفن أو المقاومة المسلحة".
وحمل المعرض دلالات عميقة للحاضرين، حيث عبّر هادي، أحد زوار المعرض، عن إعجابه بجهود الشباب في إبقاء القضية الفلسطينية حية في وجدانهم، قائلًا: "جميل أن نرى الشباب والصبايا في مخيمنا يعبرون عن فرحهم وانتصاراتهم من خلال الفن. هذه أيضًا مقاومة، لكنها من نوع آخر".
أما خليل لوباني، فأكد على أهمية الريشة والقلم كأدوات نضالية لا تقل أهمية عن السلاح، مشدداً على أن نشر الصور والرسومات الفنية يمكن أن يوصل صوت الفلسطينيين إلى العالم.