شركة "إِريا" الإيطالية تنسحب من رعاية اتحاد كرة القدم "الإسرائيلي" تحت ضغط المقاطعة

الأربعاء 19 فبراير 2025

أعلنت شركة الملابس الرياضية الإيطالية "إِريا" (Erreà) انسحابها من عقدها مع اتحاد كرة القدم "الإسرائيلي"، بعد ضغوط متزايدة من حملات المقاطعة، لتنضمّ بذلك إلى قائمة الشركات الرياضية العالمية التي أنهت علاقاتها مع الاتحاد بسبب ارتباطه بالنظام الاستعماري "الإسرائيلي".

وكان من المقرّر أن تبدأ "إِريا" بتزويد الاتحاد "الإسرائيلي" بالمعدات الرياضية اعتباراً من الأول كانون الثاني/ يناير، خلفاً لشركة "بوما" (PUMA)، التي أنهت شراكتها معه بعد حملة مقاطعة عالمية استمرّت خمس سنوات.

إلا أنّ الشركة الإيطالية، وتحت ضغط متزايد من النشطاء، أنهت عقدها دون تنفيذ أيّ من بنوده، لتصبح أحدث علامة تجارية تدرك المخاطر التي تلحق بسمعتها جراء التعاون مع مؤسسات إسرائيلية متورطة في الانتهاكات ضد الفلسطينيين.

ويأتي انسحاب "إِريا" في سياق سلسلة انسحابات من الرعاية الرياضية "الإسرائيلية"، حيث سبقتها "أديداس" (Adidas) في عام 2018 بعد حملة قادتها فرق فلسطينية، شملت تسليم 16,000 توقيع إلى مقر الشركة، فيما أُجبرت "بوما" على عدم تجديد عقدها في 2023.

وتزامن انسحاب "إِريا" مع تصاعد جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" في غزة، حيث أسفرت الإبادة الجماعية عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم ما لا يقلّ عن 715 رياضياً ولاعب كرة قدم، إضافةً إلى تدمير جميع المنشآت الرياضية في القطاع، التي استُخدم بعضها كمراكز احتجاز وتعذيب.

ويتورط اتحاد كرة القدم "الإسرائيلي" بشكل مباشر في هذه الجرائم، حيث يضمّ فرقاً من مستوطنات غير شرعية، ويعمل مع الحكومة الإسرائيلية لدعمها واحتضانها، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.

تحذيرات لشركة "ريبوك" من التواطؤ

في أعقاب انسحاب "إِريا"، وقّع الاتحاد "الإسرائيلي" لكرة القدم عقداً جديداً لمدة عامين مع شركة "ريبوك" (Reebok)، التي بدأ شعارها بالظهور على الموقع الرسمي للاتحاد.

ودعا نشطاء المقاطعة الشركة الأمريكية إلى التراجع الفوري عن هذا العقد لتجنّب التورط في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي."

كما حذّرت حملات المقاطعة من أنّ "ريبوك" ستواجه حملة دولية مشابهة لما تعرّضت له "إِريا"، "بوما"، و"أديداس" إذا مضت قدمًا في هذه الشراكة.

يأتي ذلك في ظلّ أحكام صادرة عن محكمة العدل الدولية تؤكد مسؤولية الاحتلال عن الإبادة الجماعية في غزة وعدم قانونية سيطرته على الأراضي الفلسطينية، مما يفرض التزامات دولية بعدم دعم جرائمه بأي شكل من الأشكال.

ورحّب نشطاء المقاطعة في إيطاليا والعالم بانسحاب "إِريا"، معتبرين القرار انتصاراً جديداً للجهود الفلسطينية والعالمية في فضح التواطؤ مع الاحتلال "الإسرائيلي" وأكدوا أنّ الضغط الشعبي سيستمرّ حتى إنهاء كلّ أشكال الدعم لهذا النظام الاستعماري الإبادي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد