حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني" من أن أكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا سيكون مصيرهم على المحك في حال تراجع دعم الوكالة، وأكد "لازاريني" أن الحاجة إلى تمويل خدمات أونروا أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، لضمان استمرار تقديم المساعدات الإنسانية والتعليمية والصحية التي يعتمد عليها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا.

وقال "لازاريني" خلال مشاركته في مؤتمر صحفي جمعه مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية "جوزيب بوريل" في "بروكسل": إن عمل الوكالة في سوريا يمثل بارقة أمل للمجتمعات الفلسطينية الأكثر ضعفاً، والتي نجت من حرب وحشية خلّفت دماراً هائلاً.

وأضاف "لازاريني": إن خدمات "أونروا" تواصل تقديم الدعم والطمأنينة للاجئين الفلسطينيين وسط حالة عدم اليقين التي تحيط بالبلاد ومستقبلها، مشيراً إلى أن اعتماد اللاجئين الفلسطينيين على التعليم والرعاية الصحية الأولية التي توفرها الوكالة ازداد بشكل كبير منذ اندلاع الحرب في عام 2011، موضحاً أن "الوكالة مستمرة في استعادة خدماتها في المخيمات الفلسطينية المدمرة، والتي تعرض بعضها للقصف الكامل خلال الحرب، وأنها أعادت افتتاح المدارس والعيادات ما شجّع المزيد من اللاجئين الفلسطينيين على العودة تدريجيًا إلى هذه المخيمات وإعادة بناء حياتهم" بحسب قوله.

ومن جهة ثانية، أعرب "ملف الأونروا" في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج عن قلقه الشديد إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في سوريا، محذراً من التداعيات الكارثية الناجمة عن العجز الكبير في تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا."

وقال بيان صادر عن الملف: إن أكثر من 90% من فلسطينيي سوريا يعيشون تحت خط الفقر، فيما يعاني 65% منهم من انعدام الأمن الغذائي وفق تقارير "أونروا" لعام 2024، ما يفاقم الأزمة الإنسانية التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلد في ظل تراجع الدعم الدولي.

وأشار إلى أن استجابة الدول المانحة لنداء الطوارئ الذي أطلقته الوكالة في كانون الأول/ديسمبر 2024 لم تتجاوز 3.5 % فقط من إجمالي المبلغ المطلوب البالغ 255.9 مليون دولار، وهو ما وصفه البيان بأنه مؤشر خطير يستدعي تحركاً عاجلاً.

ووفق البيان، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في سوريا 650 ألف لاجئ مع نهاية عام 2024، موزعين في تسعة مخيمات رسمية تشمل: درعا، حمص، حماه، النيرب، قبر الست، جرمانا، خان الشيح، خان دنون، وسبينة، إضافة إلى ثلاثة مخيمات غير رسمية وهي: اليرموك، عين التل، وجرمانا، المنتشرة في دمشق وريفها ودرعا وحمص وحماه وحلب واللاذقية.

وبسبب هجرة أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين خارج سوريا، توفر "أونروا" حالياً خدماتها لنحو 438 ألف لاجئ فقط، وتشمل هذه الخدمات التعليم لأكثر من 50,500 طالب وطالبة في 104 مدارس، والرعاية الصحية عبر 22 منشأة وعيادة متنقلة، إضافة إلى المساعدات النقدية والغذائية للفئات الأكثر ضعفًا.

كما أشار البيان إلى أن 124 منشأة تابعة لـ "أونروا" تحتاج إلى إصلاح، في حين أن 4 منشآت بحاجة إلى إعادة تأهيل كاملة.

وفي ضوء هذه المعطيات، شدد "ملف الأونروا" في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج على ضرورة تحرك المجتمع الدولي، وخاصة الدول المانحة، للاستجابة العاجلة لنداء الطوارئ الذي أطلقته "أونروا"، محذراً من أن الاستمرار في تجاهل الأزمة سيؤدي إلى كارثة إنسانية تطال عشرات آلاف العائلات الفلسطينية في سوريا.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد