حذّر الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو حسنة، من مجاعة حقيقية تقترب بسرعة من قطاع غزة، مع استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية، في ظل استئناف الاحتلال حرب الإبادة وإصدار أوامر نزوح للفلسطينيين.
وأكد أبو حسنة، في تصريح صحفي لقناة الجزيرة مباشر، اليوم الثلاثاء 25 آذار/مارس، قرب نفاد مخزون الوكالة الأممية والمؤسسات الدولية الأخرى من المساعدات مع نهاية هذا الشهر، مشيراً إلى تقدّم المجاعة بشكل كبير في قطاع غزة.
ووصف الأوضاع في القطاع بأنها "أسوأ بكثير من كل المراحل التي جابهها بعد السابع من أكتوبر حتى الآن"، مؤكداً: "ما لدينا سينفد، وما لدى المنظمات الأخرى سينفد".
وقال أبو حسنة: "الوضع مأساوي للغاية في غزة، هؤلاء الناس يتم تدميرهم مرة أخرى، بعضهم نزح 15 مرة، والبعض الآخر 20 مرة، ومع أوامر النزوح شمالاً وجنوباً التي أصدرها الاحتلال، ارتفعت أعداد النازحين إلى أكثر من 125 ألفاً، وقد يرتفع العدد أكثر".
وأضاف أن 90% من سكان غزة يعانون من سوء التغذية، حيث "تحوّلت أجساد الناس إلى هياكل عظمية، والأطفال الجدد يولدون قصار القامة وناقصي الوزن"، حسب تعبيره.
كما أكد أن ما يتعرض له القطاع هو نكبة جديدة، في ظل انهيار كبير في المنظومة الصحية والبنى التحتية والغذاء والمكمّلات الطبية والأدوية.
ونوّه إلى أن "مأساة كبرى" ستحصل، يعقبها "أمور غير طبيعية، ولم تحدث على المستوى الإنساني"، إذا لم يتم وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات بصورة عاجلة إلى قطاع غزة.
وسلّط أبو حسنة الضوء على إعلان الأمم المتحدة تقليص وجودها في غزة، على خلفية مقتل موظفين أمميين خلال استئناف "إسرائيل" الحرب على القطاع، موضحاً أن 30% من الموظفين الدوليين سيتوقفون عن العمل، إلا أن أعمال الإغاثة ستستمر.
وفي وقت سابق، قرّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقليص وجود المنظمة في غزة، على خلفية مقتل موظفين أمميين في هجمات مروعة أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، من بينهم موظفون تابعون للأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك: "إن الأمم المتحدة ستقلّص عدد الموظفين الدوليين في غزة - البالغ عددهم 100 - بمقدار الثلث هذا الأسبوع".
وذكر أن الإجراء مؤقت، وأعرب عن الأمل في أن يعود الموظفون إلى غزة بأسرع وقت ممكن، موضحاً أن هذا القرار يأتي لأسباب أمنية وتشغيلية.
وأشار إلى أن الغالبية العظمى من عمليات توزيع المساعدات تُنفّذ من قبل موظفي الأمم المتحدة الفلسطينيين المحليين، الذين يواصلون عملهم في ظروف صعبة للغاية.
كما أوضح أن القرار يأتي رغم تزايد احتياجات المدنيين للمساعدات الإنسانية والحماية، مؤكداً أن "الأمم المتحدة لن تغادر غزة وستواصل تقديم المساعدات لضمان حياة المدنيين وحمايتهم".
وفيما يتعلق بالوكالات المتأثرة جراء تقليص وجود الأمم المتحدة، أفاد دوجاريك بأن من بين الوكالات المتضررة: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان.