بحثت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية مع وكالة "أونروا" الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب "الإسرائيلية" والحصار المشدد منذ الأول من آذار/مارس، وانعكاسات الأزمة المالية الحادة التي تواجهها الوكالة على برامجها الإغاثية الطارئة. وطالبت الدائرة إدارة الوكالة بالتراجع عن الإجازات الإجبارية للموظفين في "أونروا" من قطاع غزة.

جاء ذلك خلال اجتماع عقد عبر تقنية الزووم، بين مدير عام الإعلام والدراسات في دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير، ومدير عمليات الوكالة في غزة، سام روز، حيث سلط الضوء على التحديات الميدانية والإنسانية التي تواجه مراكز الإيواء، مع نزوح أكثر من 124 ألف شخص جديد خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى نفاد مخزون المساعدات الغذائية، واستمرار "إسرائيل" في إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الإنسانية.

وأكد المسؤول الفلسطيني على أهمية استمرار دور "أونروا" وعدم إمكانية استبداله في ظل الظروف الطارئة، خاصة مع استمرار حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. كما أشاد بجهود فرق "أونروا" الميدانية في جميع محافظات غزة، رغم المخاطر الكبيرة التي يتعرضون لها.

مطالب بإعادة النظر في إجازات الموظفين ووقف العمل عن بعد

وخلال اللقاء، طالب المسؤول الفلسطيني "أونروا" بإعادة النظر في قرار منح أكثر من 600 موظف إجازة استثنائية بدون راتب، وهم موظفون اضطروا لمغادرة القطاع بسبب الحرب أو لمرافقة أبنائهم المرضى. كما دعا إلى التراجع عن قرار وقف العمل عن بُعد، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.

وبشأن إجازات الموظفين، أوضح مدير عمليات الوكالة في غزة، سام روز، أن القرار إجباري ومؤقت، وهو مرتبط بتحسن التدفق المالي وعودة العاملين إلى غزة، لافتًا إلى أن "أونروا" تبذل جهودًا جبارة لضمان استمرارية خدماتها رغم العجز المالي الكبير، وهو ما ينعكس في مواقف المفوض العام فيليب لازاريني، الذي يؤكد في المحافل الدولية أن "أونروا" ستواصل عملها وفق تفويضها الأممي حتى إيجاد حل سياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

كما أكد روز أن "أونروا" تواصل عملها، رغم انهيار وقف إطلاق النار، من خلال تقديم المساعدات الغذائية والخدمات الصحية، إضافة إلى إدارة عمليات جمع النفايات وضخ المياه في مراكز الإيواء.

وأشار إلى أن مخزون المساعدات لدى "أونروا" والمنظمات الدولية الأخرى ينفد بسرعة بسبب استمرار إغلاق المعابر منذ مطلع آذار/مارس، موضحًا أن الطحين المتوفر لا يكفي سوى لأيام معدودة.

وكشف روز أن "أونروا" تمكنت خلال فترة وقف إطلاق النار من استئناف التعليم الوجاهي لـ50 ألف طالب في مدارسها، إلا أن العدد تراجع إلى 7,000 طالب فقط بعد استئناف القصف "الإسرائيلي"، فيما تستمر العملية التعليمية عن بُعد لجميع الطلبة المسجلين. كما أوضح أن أي خطط مستقبلية لخلق فرص عمل جديدة ضمن برنامج "الأجر مقابل العمل" مرهونة بتحسن الوضع المالي.

دعوات لدعم "أونروا" ماليًا دون اشتراطات سياسية

وفي ختام الاجتماع، شدد المسؤول الفلسطيني على أن منظمة التحرير الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين تكثفان الاتصالات مع المانحين الدوليين، لحشد الدعم للوكالة وتقليص عجزها المالي، والضغط باتجاه إلغاء القوانين "الإسرائيلية" التي تعيق عملها. كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين، من خلال دعم ميزانية "أونروا" ونداءات الطوارئ، دون ربط المساعدات بشروط سياسية، باعتبار ذلك ضمانة للاستقرار الإنساني في المنطقة، وصولًا إلى الحل العادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد