في جريمة جديدة تفضح حجم الإبادة الممنهجة التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، كشف المكتب الإعلامي الحكومي عن قيام جيش الاحتلال "الإسرائيلي" باستهداف مباشر لـ26 تكية طعام و37 مركز توزيع مساعدات، كانت تقدم الغذاء والوجبات للنازحين والجائعين في ظل الحرب الوحشية المستمرة.
وأكد المكتب، في بيان صدر اليوم الجمعة 28 آذار/ مارس، أن هذه الجرائم تأتي ضمن سياسة تجويع جماعي تنتهجها سلطات الاحتلال كأداة من أدوات الحرب والإبادة ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني محاصر داخل القطاع، بهدف إذلالهم وتركيعهم من خلال سلبهم أبسط حقوقهم الإنسانية، وفي مقدمتها الغذاء.
ويأتي هذا الاستهداف الإجرامي في ظل حصار خانق يفرضه الاحتلال منذ قرابة الشهر، حيث تم إغلاق جميع المعابر بشكل كامل، ومنع إدخال ما يزيد عن 16,800 شاحنة مساعدات و1,400 شاحنة وقود (سولار وغاز طهي)، ما أدى إلى تفاقم كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة السكان وفق ما أكد المكتب الحكومي.
وفي سياق الجرائم المستمرة، أوضح البيان أن الاحتلال يعطل عمدا تنفيذ البروتوكول الإنساني، إذ يمنع دخول 200,000 خيمة و60,000 كرفان خصصت لإيواء أكثر من 280,000 عائلة شردت بفعل القصف، إلى جانب رفضه السماح بدخول المعدات الثقيلة اللازمة لانتشال جثامين أكثر من 11,000 شهيد ومفقود لا يزالون تحت أنقاض منازلهم.
التحذيرات الأممية تتصاعد: غزة على شفا مجاعة
وتتوافق هذه الاتهامات مع تحذيرات أطلقتها منظمات أممية، أبرزها برنامج الأغذية العالمي، الذي أكد في بيان له أن ما تبقى لديه من مخزون غذائي داخل القطاع لا يكفي سوى لأسبوعين فقط، في وقت بات فيه مئات آلاف الفلسطينيين عرضة لخطر الجوع الحاد وسوء التغذية.
وأضاف البرنامج أن استمرار إغلاق المعابر وتصاعد القصف "الإسرائيلي" يعوقان بشكل بالغ جهود توزيع الغذاء، ويعرضان حياة طواقم الإغاثة للخطر اليومي.
كما أكد المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، أن القطاع يعيش أطول فترة حرمان من المساعدات الإنسانية منذ بدء حرب الإبادة، حيث لم تدخل أي إمدادات منذ أكثر من 3 أسابيع، وسط ارتفاع جنوني في الأسعار، وشحّ شديد في الغذاء والدواء.
وقال لازاريني إن "الآباء لا يجدون طعاماً لأطفالهم، والمرضى بلا دواء"، محذراً من أن الوضع يتجه نحو مجاعة كارثية، مشيراً إلى أن أكثر من 140 ألف شخص نزحوا قسراً نتيجة أوامر الإخلاء "الإسرائيلية"، وأن الأسبوع الماضي كان من أكثر الأسابيع دموية، مع استشهاد أكثر من 500 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
وختم المفوض الأممي بالإشارة إلى أن الكارثة الإنسانية في غزة لن تنتهي ما لم يرفع الحصار، ويعاد فتح المعابر بشكل عاجل، ويوقف القصف الهمجي، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة البطيئة التي ترتكب بحق المدنيين في القطاع المحاصر.