تحت عنوان "جمعة النفير" شارك مئات الفلسطينيين واللبنانيين في وقفة حاشدة بعد صلاة الجمعة أمام جامع الأمين وسط العاصمة بيروت دعمًا لقطاع غزة الذي يواجه إبادة جماعية على يد الاحتلال "الإسرائيلي" بالتزامن مع إحياء الذكرى التاسعة والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني.
ورفع المشاركون في الوقفة لافتات تندد بجرائم الاحتلال "الإسرائيلي"، مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان، كما رددوا هتافات وطنية تطالب بالانسحاب الكامل للاحتلال ووقف إطلاق النار فوراً.
في الـ 30 من آذار/ مارس لم يكن الفلسطينيون يدافعون عن بضع دونمات إنما يرسخون معادلة: الأرض جوهر القضية
وفي كلمة ألقاها خلال الفعالية، قال مسؤول العلاقات الشبابية في حركة حماس، علي يونس: "نلتقي اليوم في مناسبة وطنية خالدة، يوم الأرض الفلسطيني، هذا اليوم الذي سطّر فيه شعبنا ملحمة من الصمود والتحدي، حين انتفض دفاعًا عن أرضه وهويته في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع، في الثلاثين من آذار / مارس، لم يكن الفلسطينيون يدافعون عن بضعة دونمات من الأرض، بل كانوا يرسخون معادلة واضحة: الأرض هي جوهر القضية، والتمسك بها هو عنوان النضال."
وأضاف يونس: إن إحياء هذه الذكرى هذا العام يتزامن مع عدوان همجي غير مسبوق على قطاع غزة، في محاولة بائسة لفرض معادلات جديدة على حساب الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن "الاحتلال فشل في كسر إرادة غزة عبر الحصار والدمار، كما فشل في جميع محاولاته السابقة".
وبحسب يونس فإن الشعب الفلسطيني لم ينهزم أمام العدوان من قبل، ولن تهزه آلة الحرب مهما بلغت شراستها، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين اليوم أكثر تصميمًا على حماية وجودهم وإفشال كل المخططات التي تستهدف كسر إرادتهم، تمامًا كما فعلوا في يوم الأرض عام 1976.
كما شدد على أن المعركة التي يخوضها الفلسطينيون ليست معركة سلاح فقط، بل هي معركة وعي وإرادة وصمود، مضيفاً: "نؤكد تمسكنا بحقوقنا، ونشدد على أنه لا استقرار ولا أمن في هذه المنطقة إلا بزوال الاحتلال، واستعادة شعبنا لحقوقه الوطنية المشروعة."
أبناء مخيمات الشتات لن يتخلوا عن أي شبر من فلسطين
من جهته، قال اللاجئ الفلسطيني عمر بركة، الذي جاء من مخيم برج البراجنة للمشاركة في الوقفة: "اليوم يصادف ذكرى يوم الأرض، ونحن هنا لنؤكد للصهاينة أن الأرض لنا، والقدس لنا، وغزة لنا، وأنهم سيرحلون صاغرين أذلاء على أيدي مقاومتنا في كل فلسطين."
وأكد بركة أن أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان والشتات لن يتخلوا عن أي جزء من فلسطين، مشددًا على أن هذه الوقفة تأتي دفاعاً عن غزة الجريحة وإيصال رسالة واضحة للعالم بأن اللاجئين الفلسطينيين مستعدون لتقديم كل شيء من أجل فلسطين.
وأضاف: "يوم الأرض هو يوم التشبث بالأرض، وهو يوم نعلم فيه أولادنا حب فلسطين والمقاومة، حتى يكبروا قادرين على العطاء، ويحملوا هذه القضية التي تتوارثها الأجيال."
جاءت هذه الوقفة في سياق سلسلة من الفعاليات التضامنية التي تشهدها المدن العربية والعالمية دعماً للشعب الفلسطيني، في ظل استمرار حرب الإبادة " الإسرائيلية" على قطاع غزة، وتصاعد المخاوف من توسيع رقعة الحرب.
ويحيي الفلسطينيون في كل أنحاء العالم في 30 آذار/ مارس كل عام يوم الأرض الفلسطيني لاستذكار شهداء أول المواجهة المباشرة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48 ضد جيش الاحتلال، حيث ارتقى في 30 من آذار/ مارس عام 1976 6 فلسطينيين من الجليل والمثلث وطولكرم، وجرح المئات برصاص الاحتلال، كما زُج بآلاف إلى السجون خلال مواجهات استمرت 3 أيام.
وجاءت أحداث يوم الأرض بعد قرار حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" برئاسة "إسحاق رابين" ووزير الحرب "شمعون بيرس"، تحريك مخطط التهويد والاستيطان في الجليل بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي سهل البطوف والمَلّ والشاغور، والتي تعود ملكيتها لمزارعين من سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد.