شهد سوق الخضار في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان عشية عيد الفطر السعيد حركة جيدة إلى متوسطة حيث يقبل اللاجئون الفلسطينيون على شراء كسوة العيد لأطفالهم وبعض الحلويات على الرغم من الوضع المعيشي الصعب والأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان والتي تأثرت بها مباشرة المخيمات الفلسطينية، في الوقت الذي لا تجد فيه بعض العائلات القدرة على تلبية احتياجات العيد. 

وقالت اللاجئة الفلسطينية حنان يونس التي قصدت سوق الخضار في مخيم عين الحلوة لشراء احتياجات العيد أن حركة الناس كانت جيدة داخل السوق، وكانت محلات الثياب مليئة بالأمهات والآباء الذين يريدون شراء الكسوة لأطفالهم، حيث كان الجو مليئاً بالحركة.

رغم الوضع المعيشي الصعب حركة الشراء جيدة

وأضافت: إن الباعة والتجار قد تجهزوا جيداً لهذا اليوم حيث كانت المحلات مليئة بالبضاعة المخصصة لهذا اليوم من حلويات وزينة، والناس رويداً رويداً تقبل على شراء حاجياتها كل بحسب قدرته المادية ، متابعة: "نحن لا ننكر أن هناك فقراً منتشر بين معظم العائلات في المخيم ومن لديه عائلة كبيرة لن يستطيع شراء لكل أطفاله بل سيكتفي بشراء مثلاً قطعة أو قطعتين".

WhatsApp Image 2025-03-29 at 10.47.09 PM.jpeg

وتابعت: "عندي اربعة اولاد وهم بحاجة الى كسوة وثياب ولكنني غير قادرة على شراء الكسوة كاملة ويمكنني فقط ان اشتري قطعة لكل واحد منهم وهذه قدرتي المادية ولكن الحمد الله المهم ان يشعر هؤلاء الاطفال بطعم العيد ونكهته".

بدوره، وصف التاجر وصاحب محل الثياب في سوق الخضار في المخيم يوسف سرية أن اقبال الناس على شراء الثياب لهذا العيد بدت متفاوتة بعض الشيء، هناك عائلات غير قادرة ابداً على شراء ثياب وهي كثيرة بينما يبقى بعض العائلات في المخيم قادرة على شراء كسوة لأطفالها.

الحزن يعم هذا العيد بسبب حرب الإبادة في غزة

واكد سرية لموقعنا أن الأسعار التي وضعها متاحة للجميع ويمكن لأي عائلة للشراء منه، حيث أنه يبيع الكنزة بخمسة دولارات والبنطال بتسعة دولارات، وهي أسعار خاصة لأهل المخيم، "ونحن نراعي تماماً وضع الناس وحاجياتهم عشية عيد الفطر السعيد".

وكشف سرية عن حالة الحزن التي تعم في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في المخيم بسبب ما يحصل في قطاع غزة من مجازر إبادة، حيث يمر أليماً على الشعب الفلسطيني ووصفه بأنه "عيد مغمس بالدم ونحن كلاجئون متأثرون جداً" .

الفلسطينيون في لبنان متأثرون بالأزمة الاقتصادية وتقليصات "أونروا"

وقال الناشط الاجتماعي في مخيم عين الحلوة محمد حسون لموقعنا: إن المخيم بشكل عام متأثر بالأزمة الاقتصادية اللبنانية، وأن العيد سيمر صعباً على اللاجئين الفلسطينيين، حيث كان توقيت العيد في أول شهر آذار/ مارس وهناك التزامات على لعائلات من دفع آجار بيوت والكهرباء، وهذه الالتزامات تثقل على كاهل اللاجئين.

WhatsApp Image 2025-03-29 at 10.47.10 PM.jpeg

وأشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين كانوا يعولون بعض الشيء على وكالة "أونروا" وكانوا يتأملون ببعض المساعدات النقدية، ولكن هذا لن يحصل حيث أوقفت الوكالة المساعدة المالية واستبدلتها بطرود غذائية، وهذا كله أثر على القدرة الشرائية للاجئين .

وأكد حسون أن الفلسطينيين في المخيم عبارة عن طبقات اجتماعية متفاوتة، طبقة قادرة على مجاراة حاجيات العيد وشراء كسوته، وطبقة متوسطة وفقيرة غير قادرة على تكاليفه.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد