على الرغم من الظروف القاسية التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في مخيم الجليل بمدينة بعلبك في البقاع اللبناني يحرص الأهالي على الحفاظ على العادات والتقاليد التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم خلال أيام العيد.
ويُعد العيد فرصة لتعزيز الروابط العائلية والاجتماعية، وتأكيد الهوية الوطنية، لكن الاحتفاء بالعيد يظل غير مكتمل في ظل الألم الذي يغمر قلوب اللاجئين الفلسطينيين مع استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة وكذلك العدوان على مدن ومخيمات الضفة الغربية.
زيارة القبور أبرز الطقوس
تعد زيارة المقابر صبيحة يوم العيد من أهم العادات التي يحرص اللاجئون الفلسطينيون في المخيم على ممارستها، وقد ورثوها من أجدادهم في المدن والقرى الفلسطينية قبل النكبة.
في هذا السياق، تقول اللاجئة الفلسطينية عليا الحسن: "زيارة قبور موتانا في العيد تقليد عزيز علينا، حيث نتصدق عن أرواحهم، وندعو لهم، ونقرأ القرآن على أرواحهم. كما أننا لا ننسى الشهداء في غزة وفلسطين، فهم قدموا أرواحهم من أجل قضيتنا"
أما الشاب ماهر صباح، اللاجئ في مخيم الجليل، فيستعيد ذكريات طفولته قائلاً: "عندما كنا صغارًا، كنا نذهب في الصباح إلى المقبرة، ثم نتوجه إلى صلاة العيد، وبعدها نزور الأقارب".

ويشير ماهر إلى أن العيد في الماضي كان يحمل فرحة مميزة، إذ كان الأطفال ينتظرونه بشغف لارتداء الملابس الجديدة، واللعب في الساحات، بينما كانت الأسر تتبادل الزيارات والتهاني، وتقدم الحلويات التقليدية مثل المعمول وكعك العيد الفلسطيني، لكن اليوم، تغيّر الحال، فالحرب والظروف المعيشية القاسية ألقت بظلالها على الاحتفال، ليصبح العيد مليئًا بمشاعر متناقضة بين الحنين للماضي والواقع الصعب ويضاف إلى ذلك ما يشعر به جميع أبناء المخيم من ألم على الأهل في غزة الذين يواجهون حرب إبادة و أيضاً الألم على الأهل في مخيمات شمالي الضفة الغربية الذين هجروا من منازلهم وشردوا في نكبة ثانية حلّت بهم.
غصة في القلوب
ويؤكد أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة البقاع، خالد عثمان، أن العيد في المخيم يحمل طابعًا خاصًا، إذ تحرص الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية على زيارة مقبرة الشهداء سنويًا، تكريمًا لمن ضحوا بحياتهم من أجل الحرية.
ويقول عثمان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن العيد يحمل غصة في القلوب على الشهداء الذين يرتقون يومياً في قطاع غزة، لا سيما النساء والأطفال الأبرياء، مضيفًا: "نعد كل الشهداء، ونعد فلسطين أننا سنواصل النضال حتى نصل إلى دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، رغم كل التحديات".
على الرغم من المعاني الجميلة التي يحملها العيد، يظل الحزن حاضرًا في قلوب الفلسطينيين، حيث تبقى غزة والضفة وجراحهما النازفة جزءًا من وجدان كل لاجئ فلسطيني.
#العيد في #مخيم_الجليل بمدينة بعلبك اللبنانية .. طقوس متوارثة وغصة على قطاع #غزة و #الضفة_الغربية pic.twitter.com/aO0LQXYTdK
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) March 30, 2025