شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان، اليوم الاثنين 7 نيسان/أبريل، إضراباً شاملاً ومسيرات ووقفات نصرةً لقطاع غزة، استجابة لدعوة الإضراب العالمي لوقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" بحق سكان غزة، في وقتٍ التزمت فيه العديد من المدن اللبنانية بالإضراب ونظمت تحركات شعبية.
في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، أكدت مراسلة بوابة اللاجئين الفلسطينيين أن أهالي المخيم التزموا التزاماً كاملاً بالإضراب، حيث أغلقت جميع المحال التجارية والمؤسسات أبوابها في مشهد موحّد يعكس حجم التضامن الشعبي مع غزة.
وبعد العصر، شارك مئات الفلسطينيين في المخيم بوقفة حاشدة أمام لفظ الجلالة بساحة المخيم، وألقيت كلمات غاضبة عبرت عن القهر الذي يعتمل في قلوب الفلسطينيين في الشتات إزاء ما يتعرض له أبناء شعبهم في قطاع غزة من مجازر، ورددوا هتافات داعمة للمقاومة بوجه الاحتلال وداعية الدول العربية والإسلامية إلى بذل كل أوراق الضغط لوقف مجازر الإبادة في غزة.
أما في العاصمة بيروت، فقد سجّل مخيم برج البراجنة إضراباً عاماً، وانطلقت مظاهرة نسائية ضخمة جابت شوارع المخيم، رفعت خلالها المشاركات الأعلام الفلسطينية ورددن الهتافات المنددة بالمجازر "الإسرائيلية" بحق القطاع.
كما أقفلت المحال في مخيمي شاتيلا ومار إلياس، حيث خرج أطفال مار إلياس في مظاهرة طافت أزقة المخيم وهم يرفعون أعلام فلسطين ويهتفون بوقف العدوان.
وفي كذلك تجمع وادي الزينة في إقليم الخروب أغلقت المحال التجارية مشاركةً بالإضراب.
ومساء، شارك مئات الفلسطينيين واللبنانيين في وقفة بساحة عين المريسة قبالة الواجهة البحرية وسط بيروت، وألقيت كلمات التضامن مع غزة، وحمل الأطفال لافتات بأسماء أقرانهم الشهداء في قطاع غزة، ولافتات تصرخ بإيقاف قصف الأطفال في القطاع المحاصر، كما رفعت أعلام فلسطين ورددت هتافات الدعم للمقاومة الفلسطينية.
وفي مخيم البداوي، أغلقت كافة المحال التجارية والمؤسسات أبوابها التزاماً بالإضراب العالمي لأجل غزة، كما خرجت مظاهرة في المخيم تزامناً مع الإضراب.

وفي جنوبي لبنان، أغلق مخيم عين الحلوة سوق الخضار المركزي بشكل تام، وعمّ الإغلاق كافة أحياء المخيم، في حين شهد مخيم برج الشمالي في مدينة صور استجابة كاملة للإضراب، ترافقت مع مظاهر احتجاجية متفرقة.
وفي مخيم الجليل في مدينة بعلبك، فقد عمّ الاضراب كامل المخيم، وخرجت مظاهرة نسائية من مجمع "بلال بن رباح لتحفيظ القرآن الكريم" في وقفة تضامنية مع غزة واستنكاراً للجرائم "الإسرائيلية" المستمرة بحق الأهالي.
وفي الجامعات والمؤسسات التعليمية اللبنانية، شارك طلاب وأساتذة الجامعة اللبنانية الرسمية في الإضراب، فيما نفّذ طلاب الجامعة اللبنانية الأمريكية (LAU) الخاصة وقفة حاشدة أمام حرم الجامعة، رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية وهتفوا ضد الاحتلال "الإسرائيلي" وجرائمه، مندّدين في الوقت نفسه بالصمت العربي والدولي المريب.
وفي مدينة صيدا جنوباً، أغلقت نسبة واسعة من المحال التجارية أبوابها، وشهد سوق المدينة إغلاقاً شبه تام، كما توقفت الحركة في المدينة الصناعية استجابةً لدعوات الإضراب، فيما أعلنت عدة مدارس خاصة في المدينة مشاركتها في الاضراب، عبر بيان لروابط معلمي المدارس الرسمية (الثانوي، التقني والاساسي.)
أما في طرابلس شمالاً، فقد نظّمت الهيئات النقابية اعتصاماً أمام القصر البلدي، بمشاركة واسعة من النقابات وممثلي الفصائل الفلسطينية، يتقدمهم رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، الذي قال في كلمة له: "ما يحصل في غزة العزة إجرام موصوف بدعم أميركي، إنها إبادة بل إزالة لبشر وحجر وشعب ومدن وقرى".
و قال أحمد الأسدي، مسؤول حركة "حماس" في طرابلس والشمال: إن "العالم خذل غزة، لكنها أذهلت العالم بصمودها"، معبراً أن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر أثبت هشاشة الكيان "الإسرائيلي"، وأن المقاومة الفلسطينية لن تنكسر، بل ستكون سبباً مباشراً في زوال الاحتلال".
وفي السياق ذاته، وجه النقيب شادي السيد، رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي، رسالة لاذعة إلى الحكام العرب، قائلاً:
"ألا ترون أن الأطفال يُذبحون والنساء يُقتلن؟ كيف تسكتون على ذلك؟ نعيش وسط فاجعة وكارثة، وما يزيد من الألم هو دعاة التطبيع الذين يشرعنون القتل اليومي".
وحذّر السيد من أن "الدعوة إلى التطبيع قد تؤدي إلى حرب أهلية"، داعياً إلى "صحوة ضمير أمام شلال الدماء المستمر".
بدوره، أكد المحامي عبد الناصر المصري، مسؤول "المؤتمر الشعبي" في الشمال، في كلمته من طرابلس، أن المدينة كانت وستبقى قبلة للمقاومة، قائلاً: "منذ السابع من تشرين وحتى اليوم، طرابلس تقف إلى جانب غزة رغم كل الضغوط الأميركية والعربية. رسالتي للمشككين بالمقاومة: المقاومة خيار رباني، والجهاد هبة من الله للمجاهدين الصادقين، غزة لم تنتصر فقط، بل حافظت على أسراها أحياءً، وهذا انتصار كبير بحد ذاته"
وختم المصري رافضاً دعوات التطبيع: "لا تزال هناك أرض محتلة، ولا تزال هناك دماء تُسفك، ولا يجوز لأصوات لبنانية أن تنادي بالتطبيع تحت هذه الظروف"
وفي ختام الاعتصام في طرابلس، أحرق المشاركون العلم "الإسرائيلي"، في مشهد حمل رمزية الغضب الشعبي ورفض الاستسلام لجرائم الاحتلال.