رفض شعبي للتطبيع واستنكار لـ"إبادة جماعية"

نقابات ومؤسسات مغربية تشارك في الإضراب لأجل غزة

الثلاثاء 08 ابريل 2025

شهدت المؤسسات التعليمية ومرافق مهنية عديدة في المغرب، يوم الاثنين 7 نيسان/أبريل، شللاً واسعاً بفعل إضراب عام دعت إليه نقابات وهيئات حقوقية تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستجابة لنداء "الحملة العالمية لوقف الإبادة في غزة"، وسط تنديد شعبي بالصمت الدولي والتواطؤ الإمبريالي حيال الجرائم "الإسرائيلية" المرتكبة بحق المدنيين.

الإضراب الذي انخرطت فيه قطاعات التعليم والصحة والإدارات العامة، جاء في إطار تفاعل وطني واسع مع اليوم العالمي للإضراب من أجل غزة، ورافقته مسيرات حاشدة في أكثر من 20 مدينة مغربية، شارك فيها طلاب المدارس وكافة المهن والنقابات، في مشهد تضامني قلّ نظيره، وُصف بأنه "رسالة وفاء لغزة".

في قطاع التعليم، أعلنت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، عن مشاركتها في الإضراب العام، معتبرة في بيان رسمي أن هذا التحرك يأتي احتجاجاً على "صمت المنتظم الدولي والإسلامي إزاء حرب الإبادة الجماعية الممنهجة التي يقترفها الكيان الغاصب يومياً في حق أشقائنا في غزة"، بحسب بيانها.

وأكدت الجامعة أن الانخراط في هذا الإضراب "موقف يسمو على الانتماءات السياسية والنقابية، ويُسجل للتاريخ أمام الجرائم البربرية التي تقترف بحق أطفال غزة والضفة المحتلة". وشددت على رفضها لكل "أشكال التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني"، داعية إلى صدّ "محاولات الاختراق الصهيوني للمنظومة التربوية المدرسية والجامعية".

كما أعلنت التنسيقية الوطنية للأساتذة وأطر الدعم الذين فرض عليهم التعاقد عن انخراطها الكامل في هذا الإضراب، معتبرة أنه "إدانة للعدوان الصهيوني المتواصل على غزة، واحتجاج على التواطؤ الإمبريالي مع جرائم الحرب المرتكبة في حق المدنيين العزل".

وقالت التنسيقية في بيان لها: إن "ما يجري في غزة هو إبادة ممنهجة تستهدف اقتلاع شعب بأكمله من أرضه وتاريخه"، مضيفة أن القضية الفلسطينية "ستظل قضية مركزية في وجدان الشعوب الحرة والقوى الحية، ومعركة التحرير جزء من معركة أوسع من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية".

كما جددت دعوتها إلى كافة القوى السياسية والنقابية والحقوقية لتكثيف المبادرات الميدانية و"توسيع دائرة النضال التضامني" من أجل وقف العدوان ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب، مؤكدة أن "التحرير الكامل من البحر إلى النهر" يبقى الهدف النهائي.

وفي السياق ذاته، أعلنت التنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الشهادات العليا مشاركتها في الإضراب، قائلة: "نخوض هذا الإضراب إلى جانب أحرار العالم، لأن الصمت خيانة، ولأن الدم الفلسطيني ليس رخيصاً".

وانضمت إلى الإضراب فروع جهوية ومحلية لنقابات كبرى مثل الاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وعدد من النقابات المستقلة والهيئات الحقوقية، التي دعت جميعها إلى تعليق العمل والمشاركة في الاحتجاجات الشعبية.

وبالتوازي مع الإضراب، شهدت العاصمة الرباط وعدد من المدن الكبرى مسيرات شعبية ضخمة نظّمتها "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، وشارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين الذين رفعوا الأعلام المغربية والفلسطينية، ورددوا شعارات تطالب بوقف الحرب ورفع الحصار، كما عبّروا عن رفضهم القاطع لاستمرار التطبيع مع "إسرائيل"، معتبرين إياه "تواطؤاً مفضوحاً" و"انحيازاً قاتلاً في لحظة لا تقبل الحياد".

الهتافات التي دوّت في الشوارع كانت حماسية وغاضبة، واستعرضت حجم السخط الشعبي.

وكانت "الحملة العالمية لوقف الإبادة في غزة"، وهي تحالف دولي يضم مؤسسات مجتمع مدني، قد أطلقت نداءً دعت فيه أحرار العالم إلى المشاركة في إضراب عالمي تضامني مع غزة. وجاء في بيان الحملة: "لأجل غزة وأطفالها ونسائها، لأجل وقف إبادتها وقتلها، ندعوكم يا أحرار العالم للمشاركة في الإضراب العالمي"، مؤكدة أن الإضراب يمثل "وفاءً لغزة" ولضحايا الحرب المستمرة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد