أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن ارتفاع أعداد النازحين الفلسطينيين من مخيمات شمالي الضفة الغربية إلى أكثر من 42 ألفاً جراء استمرار العدوان "الإسرائيلي" لشهره الثالث وسط استمرار عمليات التهجير القسري وتدمير المنازل في ظل حملات الاعتقال المستمرة.
وقالت وكالة "أونروا" في منشور عبر منصة (إكس) اليوم الثلاثاء 8 نيسان/ ابريل: "مع نزوح أكثر من 42,000 لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية، أنشأت الأونروا 11 عيادة ونقطة صحية لتلبية الاحتياجات العاجلة".
وأضافت: تشمل الخدمات الرعاية الطبية المباشرة، والتطبيب عن بُعد، والإحالات الطارئة، مما يوفر الدعم رغم التحديات المستمرة".
وفي تطور آخر أعلنت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين عن رفضها القاطع للمقترحات المقدمة من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله لإنشاء مراكز إيواء مكوّنة من خيام مؤقتة.
وأكدت أنها لن تكون جزءاً من هذا المقترح كونه لا يعبر عن معالجة حقيقية ووطنية لأزمة إيجاد سكن مؤقت يحفظ للنازحين كرامتهم الوطنية والإنسانية أو يعزز من صمودهم في مواجهة سياسات تفريغ المخيم وتهجير ساكنيه التي يسعى الاحتلال إلى تمريرها.
وأكدت اللجنة الشعبية في بيان لها على مطالبتها حكومة السلطة الفلسطينية بتحمُّل مسؤولياتها الوطنية والدينية والأخلاقية تجاه مواطنيها الذين يعيشون في نكبة حقيقية ويواجهون منذ بداية هذه الأزمة مصيرهم بمفردهم، دون تدخل يُذكر من قبل هذه الحكومة أو ما انبثق عنها من لجان فرعية.
وكانت "غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة" التابعة للسلطة الفلسطينية قد أعلنت بالأمس عن بدء العمل في إنشاء أول ثلاثة مراكز إيواء للنازحين في شمال الضفة على أراضٍ حكومية.
وأشارت إلى أنه سيتم إنشاء مركز إيواء واحد في محافظة طولكرم، إلى جانب مركزين في محافظة جنين، وذلك على أراضٍ حكومية وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبالتنسيق الكامل مع المحافظات والبلديات ذات الصلة.
وبدورها حذّرت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين مما وصفته بـ"ممارسة مزيد من الجرائم الوطنية والإنسانية بحق سكان المخيم النازحين".
وشددت اللجنة على أن الحديث عن مشاريع إيواء من خلال إيجاد مساكن و"كرفانات" يعبر عن الحالة المتردية التي تعيشها السلطة، التي تحاول أن تتملص من دورها وأن تتعايش مع جرائم الاحتلال.
وجددت اللجنة تحذيرها من تصاعد سياسة التنسيق بين السلطة والاحتلال، والتي تهدف إلى فرض واقع جديد في مخيم جنين، وتسهيل مهمة قوات الاحتلال في تنفيذ مخططاتها الخطيرة في جنين.
وبالتوازي مع ذلك، يستمر عدوان لليوم الـ78 على التوالي على مدينة جنين ومخيمها، وسط عمليات تجريف منازل وإحراقها، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية وحملات اعتقال واحتجاز للفلسطينيين.
وكان جيش الاحتلال قد شن بواسطة مسيرة "إسرائيلية" قصفاً عقب إلقاء قنبلة يدوية وسط مخيم جنين دون أن تسفر عن إصابات في صفوف الفلسطينيين.
وبالأمس احتجزت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" طالبة في كلية التمريض من مدينة جنين أثناء وجودها أمام مستشفى جنين الحكومي، كما احتجزت شاباً ووالدته من محيط مخيم جنين.
وفي تلك الأثناء منعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من الوصول إلى حي الزهراء القريب من مستشفى جنين والمحاذي لمخيم جنين، واحتجزت كل من اقترب من المكان.
وفي مدينة طولكرم ومخيمها، يتواصل العدوان "الإسرائيلي" على المدينة ومخيمها لليوم ال72 على التوالي وسط دفعه بتعزيزات عسكرية إلى المدينة حيث نشر فرق المشاة في الأزقة والحارات.
والوقت ذاته اقتحمت قوات الاحتلال المنازل، وعاثت بمحتوياتها، وحولت عددًا منها إلى ثكنات عسكرية، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات، خاصة بعد منتصف الليل في مخيم طولكرم. بحسب اللجنة الإعلامية.
وأشارت اللجنة الإعلامية لمخيم طولكرم إلى اقتحام الاحتلال بواسطة جرافة عسكرية حارة "أبو الفول" داخل المخيم، بينما انتشرت الآليات العسكرية في الشوارع الخالية من السكان الذين طُردوا بالقوة.
وأوردت اللجنة الإعلامية أن الاحتلال دفع بعدّة جرافات إلى مخيم نور شمس، حيث لاحق الجنود الأهالي أثناء محاولتهم الوصول إلى منازلهم، واحتجزوا عددًا منهم لساعات، تعرضوا خلالها للتنكيل والتهديد.
وامتدت الاقتحامات إلى ضاحية "ذنابة" شرق المدينة، حيث داهمت قوات الاحتلال منزل عائلة الزبيدي وفتشته، وأخضعت سكانه للاستجواب دون تسجيل أي اعتقالات.
وأفادت اللجنة الإعلامية، أن قوات الاحتلال استولت على منازل ومبانٍ سكنية في شارع "نابلس" والحي الشمالي، وحولتها إلى نقاط عسكرية، بالتزامن مع إغلاق الشوارع بالسواتر الترابية، ومنع تنقل الفلسطينيين.
وأقامت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، حاجزًا طيارًا عند المدخل الجنوبي للمدينة، وأوقفت المركبات، وأخضعتها للتفتيش، ودققت في هويات الركاب.