تصاعدت عمليات اعتقال الفلسطينيين واقتحام منازلهم خلال الساعات الأخيرة ضمن العدوان "الإسرائيلي" المستمر على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ أشهر، مترافقاً مع التهجير القسري الذي يتعرض له اللاجئون داخل المخيمات. كما كثف جيش الاحتلال من حملة مداهمات الأحياء واحتجاز الفلسطينيين والتحقيق معهم ميدانياً بما في ذلك النساء.
ويدخل العدوان المستمر لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" على مدينة طولكرم ومخيمها يومه الـ75 على التوالي وسط استمرار استقدام تعزيزات عسكرية وتصعيد عمليات اعتقال الفلسطينيين ومداهمة منازلهم.
وخلال الساعات الماضية، تعرضت عدة بلدات وضواحي في مدينة طولكرم لمداهمات من قبل جيش الاحتلال، الذي اقتحم منازل الفلسطينيين وعبث بمحتوياتها. وأوردت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال اعتقل أربعة فلسطينيين بينهم معتقلون سابقون من داخل ضواحي مدينة طولكرم.
كما توغلت قوات الاحتلال بواسطة آلياتها في منطقة الحي الجنوبي لمدينة طولكرم، تحديداً في شارع مسجد العموري وشارع مدرسة عمر بن عبد العزيز، وسط أعمال تمشيط وتفتيش.
وداهمت قوات الاحتلال منزلاً لعائلة حجازي في حي ذنابة، وعبثت بمحتوياته وخربتها بشكل متعمد. كما نشرت آلياتها في شوارع الضاحية، ونصبت حواجز طيارة، وفتشت مركبات الفلسطينيين والتدقيق في هويات ركابها.
في مخيم نور شمس، يواصل الاحتلال عدوانه لليوم الـ62 على التوالي، حيث دفع بمزيد من التعزيزات العسكرية وجنود المشاة وسط استمرار اقتحام منازل الفلسطينيين والتحقيق مع سكانها.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أجبرت سكان محيط مسجد الفردوس في شارع نابلس على إخلاء منازلهم خلال ساعة، وعرف منهم عائلات الطبال وأبو سمرة واليونس. كما داهم الجنود "الإسرائيليون" منازل في حارة المحجر، واعتقلوا أحد الشبان الفلسطينيين.
وفي تلك الأثناء، احتجز جيش الاحتلال عدداً من الشبان بعد اقتيادهم بعيداً، وأخضعهم للتحقيق الميداني، قبل الإفراج عنهم في وقت لاحق، في الوقت الذي يشهد المخيم حصاراً مطبقاً يتخلله مداهمات للمنازل وتخريبها وطرد سكانها ومنعهم من العودة إليها.
وأسفر العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على طولكرم ومخيماتها عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية.
في مدينة جنين ومخيمها، يدخل العدوان "الإسرائيلي" يومه الـ81 على التوالي، حيث تتصاعد عمليات تفجير منازل الفلسطينيين واقتحامات البلدات والقرى المجاورة للمخيم، ترافقاً مع اعتقال واحتجاز الفلسطينيين.
وأبلغت مصادر محلية وسائل إعلام فلسطينية بإحراق جيش الاحتلال منزلاً في محيط مخيم جنين بعد 10 أيام من احتلاله وتحويله إلى ثكنة عسكرية. وفي التفاصيل، أفادت المصادر بأن قوات الاحتلال أحرقت منزلاً في محيط المخيم، فيما توجهت فرق الدفاع المدني إلى المكان لإخماد الحريق، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال ما زالت تتمركز بجانب المنزل عقب إحراقه.
وأفادت اللجنة الإعلامية للمخيم أن دخاناً كثيفاً تصاعد قرب مسجد الطوالبة بمحيط مخيم جنين، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال احتجزت عدداً من النساء الفلسطينيات في محيط مسجد طوالبة، وأجرت معهن تحقيقًا ميدانيًا ترافق مع تفتيش مهين.
كما أوضحت اللجنة في بيانها اليومي أن الاحتلال اقتحم قرية الجديدة جنوب غرب مدينة جنين، حيث قام جنوده بتدمير محتويات المنازل المحيطة بمنزل حلمي أبو سمرة وعصام أبو سمرة، وذلك عقب اقتحامه للبلدة. كما ذكرت اللجنة أن الاحتلال اقتحم مخيم جنين برفقة جرافاته، وشرع بعمليات هدم طالت عددًا من المنازل، في استمرار لسياسة التدمير الممنهج التي تتبعها قوات الاحتلال ضد البنية التحتية والسكنية في المخيم.
وفي سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن تلقيه بلاغًا بوجود إصابة، إلا أنها كانت حالة إغماء لسيدة تبلغ من العمر (41) عامًا، بعد تعرضها لحالة من الهلع الشديد إثر اقتحام منزل مجاور للمخيم.
وكان جيش الاحتلال قد اقتحم في وقت سابق من اليوم بلدة السيلة الحارثية، ونشر قواته في شوارعها وسط تحليق للطائرات المسيرة. وأحدث جنود الاحتلال خراباً في بوابة المدرسة الثانوية عند مدخل البلدة، كما داهموا منزلاً قرب المدرسة، وعاثوا بمحتوياته، إذ حطموا أبوابه الداخلية.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس - كتيبة جنين عن تمكن مقاتليها في سرية السيلة الحارثية في الساعات الأولى من فجر اليوم من تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار معدة مسبقًا في آليات الاحتلال على مدخل السيلة الحارثية.
في بلدة برقين غرب جنين، اقتحمت قوات الاحتلال البلدة، وداهمت منزلاً واعتقلت فلسطينية للضغط على زوجها المعتقل المحرر سلطان خلوف لتسليم نفسه.