أفرجت السلطات الأمريكية عن الطالبة التركية "رميساء أوزتورك"، المسجلة في برنامج الدكتوراة بجامعة "تافتس" الأميركية، يوم السبت 10 أيار/ مايو، بعد ستة أسابيع من احتجازها في مركز تابع لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية، على خلفية دعمها لقطاع غزة ومواقفها المؤيدة للفلسطينيين.

ووثّق مقطع فيديو لحظة توقيف أوزتورك من قبل عملاء فيدراليين ملثمين بالقرب من منزلها، ما أثار موجة تفاعل واسعة داخل الأوساط الأكاديمية والحقوقية. وأفاد محاموها لشبكة (CNN) أن إطلاق سراحها جاء يوم الجمعة بموجب أمر قضائي، لتهبط في مطار "بوسطن لوغان" الدولي صباح السبت.

لحظة اعتقال رميساء اوزتورك.png
لحظة اعتقال الطالبة رميساء أوزتورك 

وكانت "أوزتورك" محتجزة في مركز للهجرة في "لويزيانا" منذ اعتقالها، في إطار ما وصفه مراقبون بجهود مستمرة من إدارة الرئيس السابق "دونالد ترامب" لترحيل غير المواطنين الذين يعارضون السياسات الأميركية في الشرق الأوسط، وخصوصاً المنتقدين للحرب "الإسرائيلية" على غزة.

ويُشار إلى أن "أوزتورك" كانت تحمل تأشيرة (F-1 ) سارية، وهي تأشيرة طلابية تُخول للطلاب الدوليين متابعة دراساتهم الأكاديمية بدوام كامل، وفقاً لما أكدته محاميتها "ماهسا خانباباي".

ويعود الجدل المحيط باعتقال "أوزتورك" إلى مارس/آذار، حين شاركت في كتابة مقال رأي نُشر في صحيفة جامعة "تافتس"، انتقدت فيه طريقة رد فعل الجامعة على حركة التضامن الطلابي المؤيدة للفلسطينيين، ورغم ذلك، أكدت إدارةُ الجامعة أنها لم تكن على علم مسبق بقرار اعتقال رميساء.

وزعمت رئيس جامعة "تافتس" "سونيل كومار" ، في بيان أن الجامعة لم تُطلع السلطات الفيدرالية على أي معلومات قبل وقوع الحادثة، وأن الموقع الذي جرت فيه عملية الاعتقال لا يتبع للجامعة.

وقال: "تم إبلاغنا لاحقاً بإلغاء تأشيرتها، ونحن نتابع الأمر للتأكد من دقة هذه المعلومات".

وفي بيان لاحق صدر مساء الأربعاء، أكدت "كومار: أن الجامعة وفرت إرشادات إضافية للطلاب الدوليين، مشيرة إلى أنها تشاطر المدعية العامة لولاية "ماساتشوستس" "أندريا جوي كامبل" قلقها بشأن الطريقة "المقلقة" التي أُجريت بها عملية الاعتقال.

وقالت: "ندرك مدى الرعب والقلق الذي سببه هذا الوضع لرميساء، ولأحبائها، وللمجتمع الجامعي ككل، خاصة الطلاب والموظفين الدوليين الذين قد يشعرون بالضعف أو التهديد بسبب هذه الأحداث".

ورغم الضجة المثارة، رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على القضية، مكتفياً بالقول: "نظراً للخصوصية وسرية إجراءات التأشيرات، فإننا لا نُدلي بتصريحات بشأن حالات فردية".

يُذكر أن "رميساء أوزتورك" ليست الطالبة الوحيدة التي تعرضت لاعتقال، فقد شهدت الولايات المتحدة اعتقال طلاب أجانب من جامعات مرموقة في سياق الحملة على الناشطين المؤيدين للفلسطينيين.

اقرأ أيضًا: محكمة أمريكية تصدر قرارًا بترحيل الطالب الفلسطيني محمود خليل

وسبق وأن تم توقيف الناشط الفلسطيني محمود خليل في سكنه داخل جامعة "كولومبيا: وكذلك الطالب محسن المهداوي، في ظروف أثارت انتقادات مشابه حول التضييق على الحريات الأكاديمية وحقوق الطلاب الدوليين.

اقرأ/ي ايضاً: قضية الناشط الطلابي محسن المهداوي: فصل جديد من التضييق على النشطاء في أمريكا

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد