أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الذكرى الـ77 لنكبة فلسطين، من خلال ندوة سياسية تحت عنوان: "القضية الفلسطينية والمهام الوطنية المطلوبة لمواجهة التحديات والمخاطر"، وذلك في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم الجليل، بحضور عدد من أهالي المخيم واللجان الشعبية.

وتأتي هذه الندوة في ظل استمرار تصاعد العدوان على قطاع غزة، ورفضاً لاستمرار استهداف "أونروا" وتقليص خدماتها.

ندوة بذكرى النكبة في مخيم الجليل.jpg

وتحدث خلال الندوة مسؤول الجبهة الديمقراطية في لبنان، يوسف الأحمد، الذي شدّد على أن النكبة الفلسطينية ليست ذكرى سنوية فحسب، بل هي عملية عدوان مستمرة بدأت منذ عام 1948، وتحديداً مع وعد بلفور عام 1917، مؤكداً أن المشروع الصهيوني بدأ منذ أكثر من 120 عاماً.

وأكد الأحمد أن إحياء المناسبة يأتي لتجديد التمسك بحق العودة، والتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ما زال صامداً ومقاوماً رغم كل محاولات التصفية.

وقال إن المرحلة الراهنة تتطلب قراءة دقيقة للتحديات السياسية والميدانية، لافتاً إلى أن الانقسام الداخلي يُعد من أبرز نقاط الضعف التي تعيق نضال الشعب الفلسطيني. واعتبر أن اتفاقية كامب ديفيد كانت محطة مفصلية في مسار الصراع العربي-الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الشعوب العربية لا تزال تدافع عن القضية الفلسطينية، "ونشهد أسبوعياً مظاهرات في الدول الغربية تعبيراً عن التضامن".

وتطرّق الأحمد إلى موقف الولايات المتحدة قائلاً: "ترامب كان قادراً على الضغط على نتنياهو لوقف الحرب على غزة، لكنه فضّل دعم الأنظمة على حساب الشعب الفلسطيني".

وأكد أن الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين هو المقاومة والصمود، مضيفاً: "رغم الألم، أثبت شعبنا أنه قادر على النهوض من تحت الركام. الانقسام هو جرح مفتوح، وكل فلسطيني شريف يجب أن يرفضه".

وأضاف: "رغم الشعور بالإحباط في ظل العدوان، إلا أن المعطيات تشير إلى أن جيش الاحتلال تكبّد خسائر جسيمة: أكثر من 15 ألف جريح، بينهم 12 ألف بإعاقات دائمة، ووقع آلاف من جنود الاحتياط على عرائض ترفض العودة إلى الخدمة. وتهجّر نحو 600 ألف مستوطن من الأراضي المحتلة، في حين بقي الفلسطينيون ثابتين".

وفي الشأن السياسي، تساءل الأحمد: "كيف نُدير غزة؟ الجواب: بأن تكون غزة جزءاً من الدولة الفلسطينية الواحدة، لا لفصلها عن الضفة والقدس، وبمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها الوطني".

كما أشار إلى تصعيد الاحتلال ضد وكالة "أونروا"، بدءاً من قرار الكنيست اعتبارها "منظمة إرهابية"، مروراً بإغلاق مؤسساتها في الضفة وغزة ومدارسها في القدس، وصولاً إلى الضغط الدولي لوقف تمويلها.

وأكد أن استمرار وكالة "أونروا" مرتبط ببقاء اللاجئ الفلسطيني وحق العودة، منتقداً ما وصفه بـ"التكيّف" من قبل إدارة الوكالة بدلاً من التصدي للاستهداف.

وفي ما يخص أوضاع اللاجئين في لبنان، لفت إلى أن "دمج الصفوف" يعني تقليص وظائف الأساتذة، وإغلاق برنامج ترميم المنازل، وملاحقة المعلمين بتهم الانتماء، في محاولة لسلخ الفلسطيني عن هويته.

وختم الأحمد بالتأكيد على أن اللاجئ الفلسطيني هو ضيف في لبنان، وشكر الشعب اللبناني على تقديمه آلاف الشهداء على طريق القدس. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لا يحمل مشروعاً سياسياً في لبنان سوى حق العودة، وأن سلاح المخيمات هو سلاح فردي قديم، ولا مانع لدى الفصائل من مناقشته ضمن حوار وطني، وليس بضغط خارجي.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد