نظّمت أكاديمية دار الثقافة في سوريا ندوة فكرية بعنوان "أسئلة النكبة، وأسئلة المستقبل"، وذلك في مقرها الكائن في مخيم اليرموك جنوب دمشق، بحضور عدد من المثقفين والمهتمين بالقضية الفلسطينية، إلى جانب عدد من قياديي وكوادر الفصائل الفلسطينية.
أدار الندوة الكاتب الصحفي محمد حسين، الذي افتتح النقاش بالإشارة إلى السؤال الجوهري: " لماذا لا تزال النكبة مستمرة بعد 77 عاماً؟"، متسائلاً عمّا إذا كان السبب يكمن في ضعف بنية القيادة الفلسطينية التي واجهت المشروع الصهيوني منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى اليوم، أم في تواطؤ المنظومة الدولية والعربية وتخاذلها تجاه القضية الفلسطينية؟
الندوة التي ألقاها الباحث الفلسطيني أبو علي حسن، شكّلت مساحة تحليل معمق للامتداد التاريخي للمشروع الاستعماري الصهيوني، حيث استعرض مراحل ما قبل النكبة، بدءاً من حركة تسمى الإصلاح الديني التي قادها "مارتن لوثر" وبشّرت بفكرة "أرض الميعاد"، مروراً بحملة "نابليون بونابرت" على عكّا ودعوته لليهود من أجل دعمه في تحقيق ما يسمى حلم العودة إلى "أرض الأجداد"، وانتهاءً بوعد بلفور المشؤوم الذي مهّد لتأسيس الكيان "الإسرائيلي" على أرض فلسطين.
وأكد حسن خلال مداخلته على أهمية سلاح الوعي في مواجهة الاحتلال، داعياً إلى ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الركيزة الأساسية في التصدي لمخططات الاحتلال، خاصة في ظل المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والمتمثلة بمحاولات التهجير والتصفية المتواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه.
كما شدد على أهمية الجبهة الثقافية بوصفها الضمانة الاستراتيجية لإدامة الصراع مع الاحتلال والحفاظ على الوجود الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذه الجبهة صارت اليوم أكثر إلحاحاً في ظل الحروب المفتوحة على الذاكرة والهوية.
وفي ختام الندوة، دار نقاش حيوي وعميق بين الحضور، تناول تحديات المرحلة الراهنة، ودور المثقفين الفلسطينيين والعرب في إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني بوصفه مشروع تحرر لا يزال مفتوحاً على الأمل والمقاومة.