شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ما وصفته وكالة "أونروا" بـ"نقلة نوعية" في البنية التحتية التعليمية والخدمات الأساسية، ضمن مشروع تنموي شامل تموّله الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) وتنفذه "أونروا" منذ عام 2019، بقيمة 21 مليون يورو، ما انعكس إيجاباً على ظروف التعليم والمعيشة لعشرات الآلاف من اللاجئين.
وفي تقرير لها، نقلت "أونروا" عن الطفلة غزل، ابنة مخيم البداوي والبالغة من العمر عشر سنوات، قولها بابتسامة: "الصف يبدو مشرقاً الآن، أصبح لدينا ملعب جميل. أنا سعيدة بحضوري هنا كل يوم."
في مدرسة جنين التي ترتادها غزل، أعيد تأهيل الصفوف الجاهزة لتوفير بيئة تعليمية مريحة لـ694 طالبة. وبالقرب منها، جرى تطوير مدرسة نهر الأردن لخدمة 628 طالباً. كما يشهد مخيم البداوي توسيعًا كبيرًا لمدرستي كوكب وبطّوف، عبر إضافة 15 صفاً جديداً، وملعب على السطح، ومصعد لخدمة ذوي الإعاقة.
أما في مخيم نهر البارد، فقد افتتحت مدرستا مزار ومجدو خلال العام الدراسي 2023-2024، وتستوعبان حالياً 1344 طالباً وطالبة. وفي منطقة البقاع، يجري بناء مبنى مدرسي جديد ليحلّ مكان مبنى قديم ومستأجر، بما يوفّر بيئة تعليمية أفضل لأكثر من 700 طالب.
وشملت التحسينات أيضاً البنية التحتية الحيوية، حيث أعيد تأهيل آبار المياه في مخيمي البداوي والرشيدية للتخفيف من حدة النقص، فيما أُدخلت مضخات تعمل بالطاقة الشمسية في آبار مار الياس وبرج الشمالي ونهر البارد، لضمان استمرارية التزود بالمياه النظيفة.
كما قامت "أونروا" بتحديث شبكات الصرف الصحي في مختلف المخيمات، واستبدال الأنابيب القديمة، وتركيب وحدات كلورة، وتنظيم حملات توعية حول ترشيد استهلاك المياه، إلى جانب تعبيد الطرق الداخلية لتحسين حركة السكان، من الأطفال كالطالبة غزل، إلى كبار السن.
وخلال زيارة ميدانية اليوم إلى مدرسة جنين في مخيم البداوي، شارك وفد من الوكالة الفرنسية للتنمية و"أونروا" في احتفال بالتحسينات، بحضور الطلاب والموظفين وأولياء الأمور. وضم الوفد كلاً من جان برتران موت، مدير الوكالة الفرنسية للتنمية في لبنان، ودوروثي كلاوس، مديرة شؤون "أونروا" في لبنان، اللذين زارا أيضاً مدرستي كوكب وبطّوف وخزان مياه أعيد تأهيله حديثاً.
في كلمته، قال السيد موت:"نفخر في الوكالة الفرنسية للتنمية بدعم هذا العمل المهم مع "أونروا"، التي لا يزال دورها أساسياً في توفير التعليم والصحة والخدمات للاجئي فلسطين في لبنان. هذا المشروع يسهم في توفير تعليم جيد لآلاف الأطفال في المخيمات، ويفتح أمامهم سبل بناء مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم ومجتمعاتهم."
من جانبها، قالت السيدة كلاوس: "المسألة ليست مجرد مبانٍ، بل تتعلق بالأمل والفرص. يسعدني رؤية الابتسامات على وجوه الأطفال الذين تتحسن حياتهم اليومية بفضل بيئات تعليمية آمنة، شاملة، وملهمة. هذه المساحات تحفز الأطفال على التعلم والنمو، كما تحسن من ظروف عائلاتهم. أتوجه بجزيل الشكر للوكالة الفرنسية للتنمية وشركائنا على دعمهم المستمر لتحقيق هذه التغييرات الهادفة."
وتدير "أونروا" حالياً 61 مدرسة في مختلف المناطق اللبنانية، يتعلّم فيها نحو 38 ألف طفل فلسطيني، ضمن التفويض الممنوح لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يجعل هذه المشاريع جزءًا من التزام مستمر بدعم حق اللاجئين الفلسطينيين في التعليم والحياة الكريمة.