فجر اليوم الثلاثاء الموافق 3 حزيران/يونيو 2024، ارتكبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرة جديدة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث استشهد 23 فلسطينياً وأصيب أكثر من 200 آخرين بعد إطلاق النار بشكل مباشر على تجمع للمدنيين أثناء انتظارهم وصول المساعدات الإنسانية.
أفادت مصادر طبية في مستشفى ناصر بأن الضحايا معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، مشيرةً إلى صعوبة نقل الجرحى بسبب النقص الحاد في الإمكانات الطبية والوقود. وجاءت هذه الجريمة ضمن سلسلة المجازر المتواصلة التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة منذ أشهر.
من جانبه، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بياناً أدان فيه استهداف قوات الاحتلال للمدنيين العزل أثناء انتظارهم المساعدات، ووصف هذه الأفعال بأنها "جرائم إبادة جماعية ممنهجة". وأكد البيان أن نقاط توزيع المساعدات، وخاصة تلك المرتبطة بالمساعدات الأمريكية-الإسرائيلية، تحولت إلى "مصائد موت" بدلاً من أن تكون ممرات آمنة لإنقاذ المحاصرين.
ودعا البيان المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، مشدداً على أن استمرارها يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
"أطباء بلا حدود": الاحتلال يستدرج المدنيين للموت
علقت منظمة "أطباء بلا حدود" على المجزرة، مؤكدةً أن ما يحدث في غزة "لم يعد مجرد كارثة إنسانية، بل جريمة مكتملة الأركان". وأشارت المنظمة إلى أن قوات الاحتلال تدعو المدنيين للتوجه إلى نقاط المساعدات ثم تستهدفهم بالنيران، في سيناريو يتكرر بشكل ممنهج.
وقالت المنظمة: إن نقاط توزيع المساعدات لا تمثل آلية إنسانية فعالة، بل باتت جزءًا من استراتيجية عسكرية تخدم أهداف الاحتلال. وأضافت أن فتح المعابر بشكل كامل، بإشراف دولي محايد، هو الحل الوحيد لتأمين وصول المساعدات بفعالية وأمان.
وأكدت أن النظام الصحي في القطاع انهار تماماً، مع بقاء عدد قليل من المستشفيات العاملة جزئياً وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية. وطالبت المنظمة بفتح المعابر بشكل كامل تحت إشراف دولي محايد لضمان وصول المساعدات بسلام.
استمرار القصف على خانيونس وشمال غزة
في سياق متصل، واصل الاحتلال قصفه المكثف على مدينة خانيونس، حيث دمرت آلياته العسكرية عدة مباني سكنية في المنطقة الجنوبية، بينما استهدف القصف المدفعي منطقة السطر الشرقي. كما شنّت طائرات الاحتلال غارات جوية على أحياء شرق وجنوب شرق خانيونس، ما أدى إلى تدمير منازل بالكامل في منطقة قيزان النجار.
وفي شمال القطاع، استهدفت الغارات الجوية الأحياء الشرقية من جباليا باستخدام ما يُعرف بـ"الأحزمة النارية"، مما تسبب في دمار واسع للبنية التحتية وسقوط ضحايا جدد.
تحذيرات من كارثة بيئية وصحية
من جهتها، حذرت بلدية غزة من كارثة بيئية وصحية وشيكة بسبب تدمير البنية التحتية بشكل شبه كلي، معربةً عن عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية نتيجة النقص الحاد في المعدات والوقود وقطع الغيار. وأطلقت البلدية نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي للتدخل الفوري لمنع انهيار كامل للخدمات الحيوية في القطاع.
تأتي هذه المجزرة الجديدة في رفح ضمن مسلسل دموي متواصل، حيث يواجه المدنيون في غزة خطر الموت جوعاً أو تحت القصف، بينما يتخاذل العالم عن اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف هذه الجرائم. وتزداد المأساة تعقيداً مع استمرار الحصار وانعدام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.