صعّد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من اعتداءاته على الفلسطينيين صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث اقتحم بلدات ومخيمات في الضفة الغربية المحتلة، واعتقل العشرات من الفلسطينيين، بينهم نساء وأشقاء، اثنان منهم أصيبا عقب محاصرة منزلهم، فيما واصل الاحتلال ملاحقة الأسرى المحررين، وسط ضغوط على عائلاتهم، وذلك في إطار تصاعد العدوان على القرى والمخيمات الفلسطينية.
وشهدت مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، اليوم الجمعة 6 حزيران/يونيو، حصار جنود الاحتلال "الإسرائيلي" لمنزل عائلة فلسطينية في بلدة سيريس، واعتقلوا أربعة أشقاء، اثنين منهم أصيبا خلال عملية الاقتحام.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن والدة الشبان المعتقلين قولها: إن قوات الاحتلال حاصرت المنزل، وأطلقت الرصاص الحي على نجلها أحمد نعيم قطيط، وأصابته في خاصرته ويده، كما أصابت نجلها الآخر قصي في قدمه، واعتقلتهما إلى جانب نجليها عدي ومحمد.
وبحسب مصادر محلية، تسللت قوة "إسرائيلية" إلى بلدة سيريس مساء أمس الخميس، وحاصرت منزل العائلة، وأطلقت الرصاص الحي باتجاهه، ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه.
وأضافت تلك المصادر أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى القرية من حاجز دوتان، وسط تحليق للطيران الحربي، واستمر ذلك عدة ساعات قبل اعتقال الأشقاء الأربعة.
وفي وسط الضفة الغربية بمدينة رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال قرية كفر مالك، وداهمت منازل عدد من الفلسطينيين، بينهم أسرى محررون.
وأفادت مصادر محلية بأن قوة عسكرية "إسرائيلية" كبيرة اقتحمت القرية، وداهمت منازل أسرى محررين، وقامت بتدمير محتويات المنازل وتحطيم الأثاث المنزلي وسرقة مبالغ مالية ومصاغ ذهبي، إضافة إلى الاستيلاء على مركبات.
أما في مدينة قلقيلية، أصيب فتى فلسطيني، واعتقل شابان آخران خلال اقتحام شنته قوات الاحتلال "الإسرائيلي" للمدينة من مدخلها الشمالي، وسط إطلاق الرصاص صوب الفلسطينيين.
وفي تلك الأثناء، داهمت قوات الاحتلال عدة منازل، واعتقلت الشابين أمير نصورة، وأحمد ابتلي. كما داهم جنود الاحتلال محلًا تجاريًا وبناية سكنية في محيط مسجد الخلافة، وانتشروا في حي كفر سابا وشارع 22.
ومن مدينة نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين، بينهم ثلاث نساء، خلال اقتحام عدة بلدات ومداهمة منازل سكانها.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت قرية بيت إيبا غرب نابلس، واعتقلت الفلسطينية مريم سماعنة شتيوي، وابنتها بيسان، بعد دهم وتفتيش منزل العائلة.
وأضافت المصادر ذاتها أن جيبات احتلالية اقتحمت قرية زواتا غربًا، واعتقلت المواطن عامر صنوبر وزوجته، بعد تفتيش المنزل والعبث بمحتوياته.
كما شهدت مدينة الخليل جنوبي الضفة، مداهمات نفذها جنود الاحتلال "الإسرائيلي" في عدة بلدات، واعتقلوا منها فلسطينيين، بينهم أسرى محررون.
ومن بلدة بيت أمر شمال الخليل، اعتقل جيش الاحتلال شابًا فلسطينيًا عقب اقتحام شنه بواسطة آلياته العسكرية لمنطقة الباطن شرق بيت أمر، وفقًا لما أفاد به الناشط الإعلامي في البلدة، محمد عوض، لوكالة "وفا".
وأضاف عوض أن الاحتلال اقتحم عدة منازل، وفتّشها، وعبث بمحتوياتها، واعتقل الأسير المحرر محمد يوسف محمد بحر (31 عامًا).
وفي بلدة الشيوخ شمال شرق الخليل، داهم الاحتلال منزل محمد حامد راشد عيايدة، وعاث بمحتوياته خرابًا.
الاحتلال يرفض تسليم الحرم الإبراهيمي في أول أيام العيد
وفي سياق منفصل، رفضت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تسليم الحرم الإبراهيمي الشريف بمرافقه وساحاته وأبوابه في أول أيام عيد الأضحى، وامتنعت مجددًا عن فتح الباب الشرقي للحرم، للمرة السابعة خلال هذا العام، بعد أن رفضت تسليمه في أيام الجمع وليلة القدر من الشهر الفضيل، إضافة إلى عيدي الفطر والأضحى، بحسب مسؤول في وزارة الأوقاف.
وكان عشرات آلاف المصلين قد أدوا صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" في محيط المسجد وساحاته.
وتوافد المصلون منذ ساعات الفجر المبكرة عبر أزقة البلدة القديمة في القدس المحتلة، متحدّين العراقيل والإجراءات الأمنية المشددة.
وفي الوقت ذاته، اضطر المبعدون عن المسجد لأداء الصلاة في طريق المجاهدين، تعبيرًا عن رفضهم لقرارات الإبعاد التي حرموا بموجبها من دخول الأقصى.
بالمقابل، قام مستوطنون بأعمال استفزازية قرب المسجد، من خلال ترديد الهتافات والغناء، في محاولة لإثارة مشاعر المصلين أثناء تأديتهم للشعائر الدينية.