أعلن مركز "عدالة" الحقوقي اليوم الثلاثاء 10 حزيران/يونيو، أن ثمانية من نشطاء سفينة "مادلين" ما زالوا قيد الاحتجاز بعد رفضهم التوقيع على أوامر الترحيل التي أصدرتها سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" عقب اعتراض السفينة أثناء توجهها نحو قطاع غزة حاملة للمساعدات.

 وأشار المركز إلى أن النشطاء سيعرضون على المحكمة "الإسرائيلية" للنظر في قانونية ترحيلهم، فيما غادر أربعة آخرين البلاد، أو في طريقهم للمغادرة بعد قبولهم التوقيع على الوثائق المطلوبة.

وقال المركز في بيانه: "إن من بين المحتجزين الناشطة الفرنسية من أصل فلسطيني وعضو البرلمان الأوروبي ريما حسن، التي تعرف بمواقفها المناهضة للاحتلال الإسرائيلي".

وأكد المركز أن الفريق القانوني التابع له يرافق المحتجزين خلال جلسات المحكمة، موضحًا أن ترحيل النشطاء بالقوة يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، لا سيما أن المهمة كانت إنسانية وسلمية، وتهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة.

وكانت سلطات الاحتلال قد أجرت "جلسات استماع" لجميع النشطاء الـ12 الذين كانوا على متن السفينة، وسمحت بمغادرة أربعة منهم، بينهم الصحفي في قناة الجزيرة مباشر عمر فياض، بعد استكمال الإجراءات.

تفاصيل القرصنة "الإسرائيلية" لسفينة "مادلين" في عرض البحر

وتعود أحداث القرصنة "الإسرائيلية" لسفينة "مادلين" إلى فجر أمس الاثنين، حين نفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية ضد السفينة التي كانت تبحر في المياه الدولية على بعد 110 أميال بحرية من قطاع غزة.

ووفقاً لبيانات صادرة عن تحالف أسطول الحرية ومقررة الأمم المتحدة الخاصة فرانشيسكا ألبانيز، حاصرت خمسة زوارق "إسرائيلية" سريعة السفينة، فيما حلّقت طائرات مسيرة "إسرائيلية" فوقها، وأسقطت مادة بيضاء مجهولة على سطحها.

وأكد التحالف أن الاتصال انقطع فجأة عن الطاقم، وتم التشويش على الراديو، في وقت صعدت فيه قوة "إسرائيلية" خاصة على متن السفينة، واختطفت النشطاء واحتجزتهم مع مصادرة المساعدات الإنسانية التي كانت على متن "مادلين"، بما في ذلك حليب الأطفال والطعام والأدوية.

وكانت السفينة تقل 12 ناشطاً من جنسيات مختلفة، بينهم الفرنسية ريما حسن، الناشط السياسي البرازيلي تياغو أفيلا، السويدية الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ، والصحفي الألماني يانيس محمدي، بالإضافة إلى ناشطين من تركيا، إسبانيا، هولندا، وألمانيا.

وأثارت عملية اعتراض "مادلين" واحتجاز طاقمها ردود فعل واسعة من هيئات أممية ودول ومنظمات حقوقية حيث طالبت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة، بريطانيا بالتدخل العاجل للإفراج عن النشطاء والسفينة، مؤكدة أن ما حدث "انتهاك للقانون الدولي"، ودعت "إسرائيل" إلى تقديم توضيحات بشأن الهجوم.

من جهتها، دانت منظمة العفو الدولية العملية، ووصفتها بـ"القرصنة"، وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عن النشطاء. وقالت أمينتها العامة، أغنيس كالامارد: إن العملية تظهر "استخفافاً مرعباً من إسرائيل بالتزاماتها القانونية وبقرارات محكمة العدل الدولية".

في حين طالبت وزارة الخارجية الفرنسية بإعادة مواطنيها الستة الذين كانوا على متن السفينة، وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون دعمه للمطالب القنصلية وضرورة ضمان سلامة الفرنسيين. كما أبدى السفير الألماني في تل أبيب استعداده لتقديم مساعدة قنصلية لمواطن ألماني كان من ضمن الطاقم.

وفي بيان شديد اللهجة، دانت حركة حماس جريمة القرصنة "الإسرائيلية"، واعتبرت أن اعتراض السفينة ومنعها من إيصال مساعدات إنسانية هو "إرهاب دولة منظم"، مطالبة بالإفراج الفوري عن المتضامنين وتحميل "إسرائيل" المسؤولية الكاملة عن سلامتهم.

وقالت الحركة: "نؤكّد أنّ الحصار جريمة لا تسقط بالتقادم، وسيبقى العالم يواجهها بكل الوسائل، كما نثمن ونُشجّع كل المبادرات الدولية لكسر الحصار الظالم المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عاماً".

أما اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، فوصفت "إسرائيل" بأنها "دولة مجرمي حرب"، وناشدت المجتمع الدولي لمواصلة الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن النشطاء المحتجزين.

من جهته، أدان المؤتمر الوطني الفلسطيني بشدة جريمة اختطاف السفينة الإنسانية "مادلين" من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في عرض البحر، معتبرا ذلك "قرصنة بحرية مكتملة الأركان وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي"، وداعيا إلى الإفراج الفوري عن طاقم السفينة، والتحرك الدولي لمحاسبة الاحتلال على هذا الاعتداء وحماية المتضامنين.

وقال المؤتمر، في بيان أصدرته لجنة المتابعة اليوم الاثنين 9 حزيران/يونيو، إن هذا الاعتداء "يستهدف الإرادة الشعبية العالمية التي تتصاعد على المستويين العربي والدولي رفضا للإبادة الجماعية في غزة"، مشيرا إلى أن سفينة "مادلين" شكلت أحد أبرز تعبيرات هذه الإرادة الحرة، عبر انطلاقها من المياه الدولية باتجاه شواطئ القطاع ضمن "تحالف أسطول الحرية"، وعلى متنها 12 ناشطا دوليا، من بينهم صحفيون وشخصيات عامة، أبحروا بمساعدات رمزية تشمل حليب أطفال وإمدادات طبية.

وتعد "مادلين" السفينة رقم 36 التي يطلقها "تحالف أسطول الحرية"، وهو تحالف دولي يسعى إلى كسر الحصار المفروض على غزة منذ 17 عامًا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد