تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانها المكثف على مخيمات جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية، مع تصاعد عمليات الهدم والتجريف والتهجير القسري للسكان، وسط تحويل عشرات المنازل إلى ثكنات عسكرية وانهيار متسارع في الأوضاع الإنسانية.
في محافظة جنين ومخيمها، حيث يدخل العدوان يومه الـ147 على التوالي، شنت قوات الاحتلال عمليات اقتحام واسعة طالت بلدات وقرى، من بينها عانين، رمانة، ونزلة الشيخ زيد، حيث حوّلت عشرات المنازل إلى ثكنات عسكرية منذ أكثر من أسبوع، وأجبرت العائلات على إخلائها قسرًا.
وبحسب اللجنة الإعلامية في جنين، فقد تم تهجير ما لا يقل عن خمس عائلات تضم نحو 50 فرداً من منازلها في بلدة عانين غرب المحافظة، فيما تم تحويل أحد عشر منزلاً في المنطقة الغربية من بلدة رمانة إلى نقاط عسكرية تُشرف على البلدة بأكملها، ما أدى إلى نزوح العائلات نحو منازل أقاربها.
كما أكدت اللجنة الإعلامية، في بيان لها اليوم الاثنين 16 حزيران/يونيو، أن قوات الاحتلال أغلقت المدخل الغربي لبلدة رمانة والشارع الرئيسي، كما صادرت محتويات صيدلية وبقالة في المنطقة ذاتها، ما أدى إلى شلل شبه تام في الحركة اليومية للسكان.
ومنذ بدء العدوان على مدينة ومخيم جنين في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، تنفذ قوات الاحتلال حملات مداهمة واعتقالات وعمليات هدم واسعة، وتشير الإحصاءات إلى هدم نحو 600 منزل بشكل تام، وتضرر معظم المنازل الأخرى جزئياً، حتى باتت غير صالحة للسكن.
وقد أدى العدوان إلى تهجير نحو 22 ألف فلسطيني قسرًا، وتمنعهم قوات الاحتلال من العودة حتى اللحظة، فيما استشهد 42 فلسطينياً، بينهم اثنان برصاص أجهزة السلطة الفلسطينية، وفق ما أفادت به اللجنة الإعلامية.
استمرار عمليات التدمير في طولكرم ومخيمها
وفي محافظة طولكرم ومخيم نور شمس، تواصل قوات الاحتلال عدوانها لليوم الـ141 تواليًا، ولليوم الـ128 على المخيم، حيث شنت فجر اليوم حملة اعتقالات ومداهمات واسعة طالت عددًا من الفلسطينيين، وسط اعتداءات على السكان وممتلكاتهم.
ويواصل الاحتلال، لليوم الحادي عشر على التوالي، هدم المباني السكنية والتجارية، لا سيما في أحياء البلاونة، العكاشة، والنادي، حيث تسعى قواته إلى تدمير 106 مبانٍ، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المحال التجارية.
وفي مخيم نور شمس، تواصل قوات الاحتلال عمليات هدم واسعة النطاق طالت حتى الآن أكثر من 20 مبنى، في إطار خطة تهدف إلى هدم 48 مبنى بذريعة توسيع الشوارع وتغيير معالم المخيم.
وأسفرت الاعتداءات المستمرة على مخيمي طولكرم ونور شمس عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين.
كما أدى العدوان إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، وتدمير 400 منزل بشكل كامل، وتضرر 2,573 منزلًا جزئياً، وسط استمرار إغلاق المداخل، وتحويل المنطقة إلى ما يشبه مدينة أشباح، حيث تنتشر الآليات العسكرية وتمنع الفلسطينيين من الوصول إلى منازلهم، وتستهدف أي حركة بالنار المباشر.