حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من التدهور السريع للنظام الصحي في قطاع غزة إثر "أوامر الإخلاء" الصادرة عن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" والتي تهدد مجمع ناصر الطبي في خان يونس، ما يفاقم من أزمة الرعاية الصحية في ظل استمرار حرب الإبادة "الإسرائيلية".
وفي بيان صدر عنها اليوم الإثنين 16 حزيران/ يونيو، قالت اللجنة: إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتدهور بشكل حاد، مشيرة إلى أن "المدنيين يُقتلون ويُصابون يوميًا جراء الأعمال العدائية المكثفة، بينما تتفاقم معاناتهم بسبب القيود المشددة على دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود والمياه والمواد الغذائية".
وأشارت إلى أن مستشفى الصليب الأحمر الميداني في غزة استقبل خلال اليومين الماضيين أكثر من 370 مريضًا، كثير منهم أصيبوا بطلقات نارية أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المواد الغذائية، ما يعكس استمرار تعرّض المدنيين للخطر في بيئة غير آمنة.
وكان مستشفى الصليب الأحمر الميداني قد سجل اليوم بحسب البيان، أعلى حصيلة يومية منذ إنشائه، باستقباله أكثر من 200 إصابة دفعة واحدة في حادثة جماعية.
وأكدت اللجنة الدولية أن القانون الدولي الإنساني يُلزم أطراف النزاع بحماية المدنيين والمنشآت المدنية، داعية إلى اتخاذ جميع التدابير لتفادي الإضرار بهم، وأضافت: أن الواقع على الأرض يُظهر أن المدنيين في غزة لا يزالون يتحملون العبء الأكبر للنزاع المستمر منذ أكثر من عشرين شهرًا.
ودعت اللجنة إلى السماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية، وضمان حصول المصابين والمرضى على الرعاية الطبية اللازمة، مع تجديد التأكيد على حماية العاملين في المجال الطبي والإغاثي والدفاع المدني، بعد مقتل وإصابة العشرات منهم خلال الشهور الماضية.
كما لفت البيان إلى أن الضفة الغربية تعاني أيضًا من أوضاع إنسانية خطيرة، في ظل تصاعد العنف، وهدم المنازل، ونزوح آلاف العائلات، وسط قيود تعيق خدمات الطوارئ وتحدّ من الوصول إلى الرعاية الصحية.
وشددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أنه حتى في ظل الاحتلال، يجب احترام كرامة المدنيين وحقوقهم الإنسانية، وتلبية احتياجاتهم الأساسية دون قيد أو تأخير.