ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" مجزرتين، اليوم الجمعة 20 حزيران/ يونيو، بحق طالبي المساعدات وسط قطاع غزة، أسفرتا عن ارتقاء 34 شخصاً على الأقل، باستهداف مخيم النصيرات ومنزل في مدينة دير البلح، فيما واصلت وكالة "أونروا" التنديد بما وصفتها بـ"مؤسسة إذلال غزة" التي تواصل التسبب بقتل الفلسطينيين.
واستشهد خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ما لا يقل عن 100 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، في سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي، استهدفت مناطق متفرقة في الوسطى والجنوبية من القطاع، لا سيما مخيم النصيرات ومدينة دير البلح.
وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، قد قال: إن قوات الاحتلال ركزت منذ ساعات الفجر على قصف مباشر ومكثف لمناطق مكتظة بالسكان والنازحين داخل مدينة غزة.
وأوضح بصل، في بيان أمس الخميس، أن عدد الشهداء تجاوز 55، إلى جانب أكثر من 180 إصابة، بينها حالات حرجة يصعب التعامل معها في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية.
وأفاد مستشفى العودة في مخيم النصيرات بوصول جثامين 23 شهيداً، إضافة إلى عشرات الجرحى، نتيجة استهداف الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية قرب "مفترق الشهداء" شمال المخيم.
وفي دير البلح، استشهد 11 فلسطينياً على الأقل، وأصيب آخرون، إثر استهداف منزل لعائلة "عياش" بغارة جوية عنيفة، فيما نقلت الجثامين والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وأشارت مصادر طبية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع، نظراً لوجود إصابات خطيرة، وصعوبة الوصول إلى الجرحى بسبب استمرار القصف.
"أونروا": ما يحدث ليس نظام مساعدات بل آلية قتل بطيء
ووسط استمرار المجازر بحق الباحثين عن المساعدات، أصدرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بياناً شديد اللهجة، قالت فيه: "لقد تم الاستهانة بحياة الفلسطينيين في غزة إلى حدٍّ مخزٍ. بات قتل من يصطفون من أجل الحصول على الطعام مشهداً متكرراً، في ظل ما يسمى 'نموذج توزيع المساعدات الجديد' الذي يديره متعهدون مسلحون من شركات أمنية خاصة".
وأضافت: "هذا النموذج ليس نظام إغاثة، بل آلية قتل بطيء ترتكب تحت غطاء كاذب من الإنسانية، باستخدام الأكاذيب، والخداع، والقسوة المتعمدة".
وشددت على أن استدراج الجوعى إلى الموت جريمة حرب، مؤكدةً أنه على المجتمع الدولي محاسبة من أوجدوا هذا النظام البائس، البدائي، والقاتل.
وتابعت: "ما يجري وصمة عار في ضميرنا الجمعي، وآن الأوان لإعادة الالتزام بالمبادئ الإنسانية، وتمكين العاملين الإنسانيين الحقيقيين من أداء دورهم باحترام وكرامة".