أكد حسان السيّد، نائب رئيس اتحاد المعلمين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومدير مدرسة القدس المتوسطة للبنين في بيروت، على تعسّفية القرار الذي اتخذته إدارة الوكالة بفصله وعدد من زملائه من العمل، مشيرًا إلى أن هذا القرار يندرج ضمن سياسة تكميم الأفواه واستهداف العمل النقابي داخل المؤسسة.

وقال السيّد في بيان شخصي وصلت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نسخة منه، نشره بعد تبليغه رسميًا بقرار الفصل، إن القرار "متخذ مسبقًا وتم تنفيذه بشكل جماعي"، موضحًا أنهم تعرّضوا للتوقيف عن العمل بالتزامن، دون تبليغ رسمي بالادعاءات الموجّهة إليهم إلا بعد خمسة أشهر، قبل أن تجرى معهم تحقيقات بخصوص منشورات على "فيسبوك" لا تتضمّن أي تحريض أو مخالفة جنائية، حسبما أكد السيّد.

اقرأ/ي أيضًا: معلمو "أونروا" المفصولون في لبنان: بيان الوكالة سوقٌ للأكاذيب والافتراءات

وأضاف السيّد أن القرار شمل حرمانهم من تعويضات نهاية الخدمة، ومنعهم من العمل مجددًا في وكالة "أونروا" تحت أي ظرف، مشيرًا إلى أن بيان الوكالة الرسمي علّل الفصل بـ"سوء السلوك والمسلكيات المخالفة للقوانين"، رغم عدم ثبوت الإدانة بمحتوى المنشورات.

وتابع قائلًا: "تحمّلت المسؤولية الإدارية عن الحساب الذي نشرت فيه تلك المنشورات، رغم أنها لا تحتوي على أي إساءة، وكان القرار بفصلي جاهزًا".

وذكّر السيّد بأنه خدم في "أونروا" لأكثر من عشرين عامًا، وتدرّج في مواقع عدة، وكان دائمًا يُقيَّم بشكل متميز، ومثّل الوكالة في قضايا تربوية أساسية وجلب التمويل.

وأشار إلى إنجازه الأخير كمدير لمدرسة القدس، والتي قال إنها كانت من أصعب المدارس في بيروت، وتمكن خلال أقل من عام من رفع مستواها لتصبح من المدارس الرائدة، مضيفًا: "لكن شعار المدرسة، نبني القدس لأجل القدس.. والقدس تجمعنا، أزعج البعض، وكان أحد الأسباب غير المعلنة لاستهدافي".

ولفت إلى أن نشاطه النقابي، وكونه أحد مؤسسي اتحاد المعلمين، وعضوًا في اللجنة القطاعية لدورتين، وحائزًا على أعلى نسبة أصوات في الانتخابات، كلها عوامل جعلته هدفًا، خاصة مع مساهمته في إطلاق مبادرات خيرية مثل صندوق الخير للطفل الفلسطيني و"سهم الجماعة بقوّي المناعة" لدعم اللاجئين.

وخاطب السيّد زملاءه الموظفين بالقول: "لا تخشوا في الله لومة لائم، وازرعوا الفكر حيثما حللتم، فالفكر ثمرته نصر وعودة إلى الديار"، مضيفًا أن أونروا ليست مبانٍ وجدراناً، بل هي طلابها وموظفوها وشعبها.

كما وجّه رسالة إلى طلابه، داعيًا إياهم إلى مواصلة طلب العلم والالتزام، وقال: "أنتم مشاعل عودتنا وأمل مستقبلنا".

وختم السيّد بيانه بالتأكيد على الظلم الواقع عليه وزملائه، قائلًا: "في موسم عاشوراء أقول: كم حسينًا تريدون أن تقتلوا في كربلائكم هذه؟ اخشوا ثورة المظلوم، فالظلم لا يدوم، والحق منتصر لا محالة".

ويأتي هذا البيان في سياق حملة تضامن تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي مع المعلمين المفصولين، وسط مطالبات من نقابيين وحقوقيين بإعادة النظر في القرار واحترام حرية التعبير والعمل النقابي داخل مؤسسات "أونروا".

اقرأ/ي أيضًا: ماهر طويّة: "أونروا" تتمادى في سياسة الحيادية، ويشجّعها خنوع القيادة الفلسطينية

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد