منع ناشطون وأبناء مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، الثلاثاء 8 تموز/ يوليو، مديرة شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، دوروثي كلاوس، من دخول المخيم، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"سياستها العنصرية والمشبوهة بحق الشعب الفلسطيني" في مشهد يعكس عمق التوتر بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وإدارة الوكالة.

ورغم مرافقتها لمنسقة الأمم المتحدة في لبنان، التي سُمح لها بالدخول، رفض الوفد الأممي الدخول تضامناً مع "كلاوس"، في خطوة اعتُبرت رسالة احتجاج صريحة من الأهالي، وسط أجواء من التوتر المتصاعد بين إدارة الوكالة وعدد من الناشطين الفلسطينيين في لبنان.

ونقل الناشط رمزي عوض عن الناشط الفلسطيني إبراهيم الحاج، الذي كان من أبرز المطالبين بمنع دخول "كلاوس" منذ يوم الأحد، قوله: "نعتبر دوروثي كلاوس مسؤولة بشكل مباشر عن تنفيذ مشروع إنهاء الأونروا من الداخل، من خلال تقليص الخدمات، ومحاصرة الانتماء الوطني للموظفين المحليين، نحن نؤيد الحفاظ على الوكالة كعنوان لقضية اللاجئين، وندعم أي جهد صادق لتأمين تمويلها، لكن الثقة في إدارتها الحالية لم تعد موجودة."

واعتبر عوض، أنّ تلك التصريحات تعكس موقفاً شعبياً عاماً يتنامى في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث يرى نشطاء أن السياسات الإدارية الأخيرة لـ "أونروا"، والتي تُصنف أحياناً على أنها تمييزية ضد الموظفين بناءً على انتماءاتهم الوطنية، تهدف إلى إفراغ الوكالة من بعدها السياسي وتحويلها إلى مؤسسة خدماتية تمهيدًا لإنهاء دورها تدريجياً.

في المقابل، كشفت تسريبات أن هيئة العمل الفلسطيني المشترك كانت قد طلبت، في وقت سابق، عقد اجتماع مع إدارة "أونروا" داخل مخيم برج البراجنة، رغم علمها المسبق بحالة الرفض الشعبي لزيارة "كلاوس".

وأدى ذلك إلى توجيه اتهامات للهيئة بمحاولة "خلط الأوراق" أمام منسقة الأمم المتحدة، وافتعال إرباك سياسي في لحظة حساسة، خاصةً في ظل التغييرات التي يُجريها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على تركيبة القيادة الفلسطينية في لبنان.

وتساءل مراقبون: لماذا أصرت الهيئة على عقد الاجتماع في المخيم بدلًا من اختيار موقع محايد أو مكتب رسمي تابع للأونروا؟ وهل كان هناك هدف مقصود بإحداث صدام شعبي في توقيت حساس؟ وهل تسعى جهات فلسطينية لتوريط القيادة الجديدة بمواجهة محرجة مع الأمم المتحدة، في ظل ملفات عالقة مع الدولة اللبنانية؟ حسبما أشار الناشط عوض.

حتى لحظة نشر هذا الخبر، لم تصدر الهيئة أي توضيحات رسمية بشأن ملابسات الحادثة أو أسباب اختيار موقع الاجتماع، فيما تطرح الحادثة عدة اسئلة بحسب الناشط عوض، ومنها هل باتت "أونروا" ساحة لتصفية حسابات سياسية داخلية بين الفصائل الفلسطينية؟ أم أن ما يجري يعكس أزمة أعمق في تمثيل المخيمات الفلسطينية في لبنان؟ أم أن الرفض الشعبي هو ببساطة نتيجة فقدان ثقة اللاجئين بمديرة الوكالة المتهمة بتنفيذ أجندات دولية، لا سيما السياسة الألمانية تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين؟

وفيما يعتبر البعض أن ما حدث قد أفقد اللاجئين فرصة لعرض معاناتهم أمام المسؤولة الأممية، يترقب الجميع المواقف الرسمية من إدارة "أونروا"، ومن هيئة العمل الفلسطيني المشترك التي تجتمع حاليًا مع عدد من الناشطين الذين قادوا الاحتجاج.

يذكر، أنّ العلاقة بين اللاجئين الفلسطينيين ومديرة شؤون "أونروا" في لبنان، شهدت عدة توترات خلال السنوات الاشهر والسنوات الفائتة. وفي أيار/ مايو الفائت منع نشطاء من مخيم عين الحلوة، "كلاوس" من استكمال جولتها الميدانية داخل أحياء المخيم، إثر اعتراض مجموعة من الناشطين الشعبيين على زيارتها، في ظل تصاعد الغضب تجاه سياسات الوكالة، خصوصاً في ملف المساعدات والخدمات، وكذلك في نيسان/ أبريل 2024 حيث شهدت المخيمات احتجاجات واعتبرت "كلاوس" شخصية غير مرحب بها.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد