أعلن "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن" عن تأجيل المسيرة الشعبية الداعمة لغزة، التي كان من المقرر تنظيمها اليوم الجمعة 11 تموز/يوليو، من أمام المسجد الحسيني في العاصمة عمّان، على أن يحدد موعد جديد لاحقًا، وسط محاولات لفتح قنوات حوار مع الحكومة الأردنية بشأن المنع المتكرر للمسيرات الشعبية.
وأكد الملتقى أن قراره ينبع من "الحرص على إنجاح اللقاءات المرتقبة" مع كل من رئيس مجلس الأمة ووزير الشؤون السياسية مطلع الأسبوع المقبل، وذلك لبحث مسألة المنع المتكرر للمسيرات، وفتح حوار حول عدد من القضايا الوطنية.
وأوضح الملتقى في بيانه أن قرار التأجيل يأتي في سياق الالتزام بالنهج الوطني الساعي للحوار والتواصل مع مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن قرارات المنع المتكررة الصادرة عن محافظ العاصمة "تتعارض مع الحق الدستوري للمواطنين في التعبير عن رأيهم بالوسائل السلمية، بما فيها تنظيم المسيرات".
وشدّد الملتقى على أن "التعبير السلمي عن الرأي هو حق دستوري لا يجوز تقييده"، مؤكداً تمسّكه بخيار المقاومة والتفاعل الشعبي، كجزء من موقف وطني ثابت في مواجهة التحديات.
وكان رئيس الملتقى الوطني، الدكتور عبد الفتاح الكيلاني، قد أكد أن الفعالية المزمع إقامتها يوم الجمعة المقبل أمام المسجد الحسيني "لا تزال قائمة"، رغم قرار محافظ العاصمة، ياسر العدوان، بمنعها.
وأوضح الكيلاني في تصريحات لمواقع أردنية أنه لم يتم إبلاغهم رسميًا بأسباب المنع، مشيرًا إلى أنه طلب لقاء وزير الشؤون السياسية لبحث الأمر، لكنه لم يتلقّ ردًا حتى الآن. كما شدد على "تجنّب أي صدام مع الأجهزة الأمنية"، رغم أن ما جرى هو "ممارسة قانونية ودستورية لا يحق للمحافظ تعطيلها"، بحسب تعبيره.
ويأتي ذلك في أعقاب إصدار محافظ العاصمة قرارًا بمنع إقامة الفعالية في منطقة وسط البلد يوم الجمعة، وتوجيه الجهات المعنية لتنفيذه وفق أحكام القانون.
ومنذ بدء حرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، شهدت العاصمة الأردنية عمّان وقفات ومسيرات شعبية بشكل دوري، خاصة بالقرب من السفارة "الإسرائيلية"، للتنديد بالمجازر والمطالبة بوقف العدوان.
إلا أن السلطات الأردنية بدأت مؤخرًا بالتشديد على هذه التحركات ومنعها، وسط مزاعم بوجود "مخططات تهدف لاستغلال الحرب لإثارة الفوضى داخل البلاد"، ما أثار القلق من تقليص هامش الحريات العامة، خاصة في ما يتعلق بالحراك التضامني مع غزة، في ظل سلسلة اعتقالات طالت ناشطين وداعمين لفلسطين.