مليون وربع يعيشون جوعاً كارثياً

82 شهيداً في غزة مع استمرار مجازر الاحتلال بحق النازحين طالبي المساعدات

السبت 12 يوليو 2025

تصاعدت وتيرة العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة خلال الساعات الماضية، حيث استمر القصف المكثف على مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن استشهاد نحو 82 فلسطينيا منذ فجر اليوم السبت 12 تموز/ يوليو، بينهم 27 من منتظري المساعدات، في حين أكد الإعلام الحكومي في غزة أن مليون وربع المليون فلسطيني يعانون من جوع كارثي وسط تدهور الأوضاع الإنسانية.

وأفاد جهاز الإسعاف والطوارئ في غزة بأن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" أطلقت النار مباشرة على المدنيين المتجمعين قرب مركز لتوزيع المساعدات شمالي رفح، ما أدى إلى استشهاد 27 فلسطينياً وإصابة أكثر من 180 آخرين بجروح مختلفة، كما ارتقى 9 فلسطينيين بينهم أطفال وجرحى آخرون إثر استهداف طائرات مسيرة "إسرائيلية" خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس.

وفي مدينة غزة، شنّت طائرات الاحتلال غارات عنيفة استهدفت الأحياء الشرقية، حيث أصيب عدد من المدنيين جراء قصف سوق الزاوية بحي الدرج.

كما أفادت مصادر محلية بإطلاق نار كثيف من مروحية "إسرائيلية" على منازل قرب مسجد صلاح الدين في حي الزيتون، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين، بينما ارتقت امرأة في غارة على شقة سكنية بحي النصر، كما استشهد اثنان آخران وأصيب عدد من المدنيين إثر قصف منزل شرقي المدينة

اغتيال أصغر أسير محرر في العالم

وفي الأثناء، أعلن مكتب إعلام الأسرى استشهاد الفتى الفلسطيني يوسف الزق (17 عاما)، الذي يُعد أصغر أسير محرر في العالم، إثر قصف بطائرة مسيرة استهدف شقة عائلته في شارع الثورة وسط مدينة غزة.

وأضاف: "يوسف ولد داخل سجون الاحتلال عام 2008، وارتبط اسمه بقصة نضال والدته الأسيرة المحررة فاطمة الزق، التي أنجبته خلف القضبان".

وعام 2007 اعتقلت "إسرائيل" فاطمة الزق أثناء خروجها من قطاع غزة للعلاج، وهي حامل بطفلها يوسف، قبل أن تضعه داخل السجن.

أوامر إخلاء "إسرائيلية" لأهالي مناطق غربي مدينة غزة

وفي سياقٍ متصل، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء لمناطق في غربي مدينة غزة وطالب الأهالي بالنزوح مجددا.

ويضم المربعان المعروفان بـ"بلوكات 783 و784"، مستشفى الهلال الأحمر ومقر الأمم المتحدة، وجامعتي الإسلامية والأقصى، إلى جانب مناطق مكتظة بخيام النازحين.

وقال الجيش "الإسرائيلي"، في بيان: "إلى سكان منطقة مدينة غزة في بلوكات 783 و784، أخلوا المنطقة بشكل فوري، سوف نهاجمها بقوة شديدة". مدعياً أن حركة حماس تستخدم هذه المنطقة المدنية لأغراض قتالية.

وبحسب وكالة الأناضول فإن المنطقتين تقعان بحي الرمال الجنوبي، وتضمان آلاف الأسر إلى جانب نازحين يقيمون بمدارس ومخيمات وخيام نصبت في الشوارع والأراضي المفتوحة، بعد فرارهم من مناطق شرق مدينة غزة، وشمال القطاع، جراء القصف "الإسرائيلي" وأوامر الإخلاء السابقة.

وفي مقابلة مع أحد النازحين في الجامعة الإسلامية أجرتها بوابة اللاجئين الفلسطينيين، أكد الشاب لؤي الكفارنة عن عدم قدرتهم على النزوح على الرغم من أوامر الإخلاء، مضيفًا على عدم وجود أي مكان ينزحون إليه في ظل ضيق المساحة التي يتجمع فيها الفلسطينيين والنازحين، في الوقت الذي يسيطر فيه جيش الاحتلال على أكثر من 70 في المئة من قطاع غزة.

وأضاف، في فجر اليوم قصفت قوات الاحتلال بوابة الجامعة الإسلامية ما أدى إلى ارتقاء 4 شهداء من أقاربي وإصابة آخرين. مؤكدًا: "نحن لا نرفض النزوح ولكن لا يوجد مكان آخر نذهب إليه".

بينما وسط مدينة غزة ارتقى 3 فلسطينيين من عائلة الكرد في قصف "إسرائيلي" على خيمة نازحين في مدينة دير البلح بحسب مستشفى شهداء الأقصى.

كارثة إنسانية غير مسبوقة: مليون وربع المليون على حافة المجاعة

يواجه أكثر من مليون وربع إنسان في قطاع غزة جوعًا كارثيًا، في ظل تفاقم خطر المجاعة الذي بات يهدد حياة مئات الآلاف، بينهم 650 ألف طفل، حيث حذر الإعلام الحكومي في القطاع من أن 96% من السكان يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وسط تقاعس دولي عن اتخاذ إجراءات فعلية لوقف الكارثة الإنسانية.

المستشفيات على وشك الانهيار الكامل

في ظل استمرار العدوان، حذّر متحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى لقناة الجزيرة من أن مستشفيات قطاع غزة باتت على حافة الانهيار الكامل نتيجة نفاد الوقود.

وقال إن كافة المستشفيات في القطاع على وشك التوقف عن تقديم خدماتها الطبية بسبب انقطاع الكهرباء، ما أجبر الطواقم الطبية على فصل التيار الكهربائي عن بعض الأقسام الحيوية، بما في ذلك الحضانات والعناية المركزة.

وأضاف أن المستشفيات مكتظة تمامًا بالمصابين نتيجة القصف المستمر، وأن الطواقم الطبية تعمل في ظروف غير إنسانية، وسط نقص حاد في الإمدادات.

الاحتلال يقتل 800 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الطعام

من جهتها، كشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن 800 فلسطيني استشهدوا جوعًا، بعدما أُطلق عليهم الرصاص أثناء محاولتهم الحصول على القليل من الطعام.

وأكدت "أونروا" أن نظام المساعدات الفعال الذي كانت تشرف عليه الأمم المتحدة خلال فترة وقف إطلاق النار تم استبداله بما وصفته بـ"عملية احتيال قاتلة"، تهدف إلى تعميق سياسة العقاب الجماعي ضد سكان غزة، وإجبارهم على النزوح.

وأضافت الوكالة أن عدد نقاط توزيع المساعدات تقلص من 400 نقطة في فترات التهدئة إلى 4 نقاط فقط حاليًا، وهي بعيدة جدًا عن مراكز التجمع السكاني، فيما تقف أكثر من 6 آلاف شاحنة تحمل مواد غذائية وطبية منذ أكثر من أربعة أشهر على أبواب غزة بانتظار الإذن بالدخول، في الوقت الذي تقترب فيه صلاحية المواد من الانتهاء.

وبينما كانت تدخل 500 إلى 600 شاحنة يوميًا أثناء الهدنة، لا يُسمح الآن سوى بكميات قليلة من الطعام الجاف، ما أدى إلى تفشي سوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال وفقاً ل"أونروا".

الوكالة الأممية شددت على ضرورة رفع الحصار فورًا، والسماح للوكالات الإنسانية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، باستئناف عملها لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية، بما في ذلك المياه النظيفة ومستلزمات النظافة، خاصة مع تكدس مراكز النزوح وارتفاع درجات الحرارة، ما ينذر بكارثة صحية غير مسبوقة.

منظمة أطباء بلا حدود: الجوع سلاح يستخدم ضد المدنيين

وفي السياق ذاته، أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن سكان غزة يواجهون أزمة متفاقمة من الجوع وسوء التغذية، وسط نقص شديد في الإمدادات الغذائية. وقالت المنظمة إن فرقها رصدت ارتفاعًا حادًا وغير مسبوق في معدلات سوء التغذية الحاد، خاصة بين النساء الحوامل والأطفال.

 وأوضحت أن مركزين صحيين تابعين لها في مدينة غزة وبلدة المواصي يعالجان حاليًا أكثر من 700 امرأة حامل ومرضعة، إضافة إلى نحو 500 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد أو المتوسط.

ووفقًا لتقارير المنظمة، فقد تضاعف عدد حالات سوء التغذية في أحد مراكزها بمدينة غزة من 293 حالة في أيار/مايو إلى 983 حالة مطلع تموز/يوليو، من بينها 326 حالة لأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرًا فقط.

واعتبر محمد أبو مغيصيب، نائب المنسق الطبي في غزة، أن هذا المستوى من سوء التغذية لم يسبق أن شُهد في القطاع من قبل، مؤكدًا أن "تجويع السكان في غزة أمر متعمد، ويمكن أن ينتهي غدًا إذا سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول كميات كافية من الغذاء".

 

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد