تقيم العديد من المؤسسات المدنية الفلسطينية في المخيمات الفلسطينية بلبنان أنشطة متنوعة تستهدف الأطفال، عبر برامج تربوية وثقافية مكثفة على مدار العام، تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية لدى الأطفال اللاجئين، من خلال تعريفهم بالقرى والمدن الفلسطينية، والتراث الشعبي، والقضية الفلسطينية، ولا سيما ما يتعلق بحقوق اللاجئين ومعنى أن يكون الإنسان لاجئًا، كما أوضحت إحدى المنسقات في إحدى تلك المؤسسات لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
دخل موقعنا إلى أروقة بعض المؤسسات، واستطلع الأنشطة التي تنظم في هذا السياق، حيث أوضحت بثينة سعد، نائب مدير مؤسسة النجدة في لبنان، أن تلك الأنشطة تتضمّن برامج لإحياء مناسبات وطنية بارزة مثل ذكرى النكبة، ويوم الأرض، واليوم العالمي للاجئ، ويوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك بهدف ترسيخ علاقة الطفل بهويته الفلسطينية، وإبقائه في تواصل وجداني مستمر معها.
أما فاطمة اللحام، مسؤولة الأنشطة في مؤسسة النجدة، فأكدت حرص المؤسسات على إقامة أنشطة دورية للأطفال، قائلة: "نعتبر هذه الأنشطة في غاية الأهمية، خاصة فيما يتعلّق بحق العودة إلى فلسطين. نحن نطالب اليوم، وسنواصل المطالبة مستقبلاً، بهذا الحق".
أما فاطمة اللحام، مسؤولة الأنشطة في مؤسسة النجدة، فأكدت حرص المؤسسات على إقامة أنشطة دورية للأطفال، قائلة: "نعتبر هذه الأنشطة في غاية الأهمية، خاصة فيما يتعلّق بحق العودة إلى فلسطين. نحن نطالب اليوم، وسنواصل المطالبة مستقبلاً، بهذا الحق".
وأضافت اللحام: "نسعى إلى توعية الأطفال بكيفية التمسّك بقضيتهم، وأن يفكروا بغيرهم من الأطفال الفلسطينيين، في غزة مثلاً، وكيفية التضامن معهم، وذلك عبر أنشطة بوسائل متعددة تناسب أعمارهم، مثل الرسم، والألعاب التربوية، والأنشطة التفاعلية التي تحفّز الطفل على تخيّل بلدته الأصلية، والتفكير بتاريخها، ومعالمها، وما تشتهر به من عادات، وحتى كيف يمكن أن تكون لو عادوا إليها".
كما تحدّث "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مع بعض الأطفال المستفيدين من هذه الأنشطة، حيث شدد الطفل محمود ظاهر، المقيم في مخيم شاتيلا، على انتمائه لفلسطين، وتمسّكه بجذوره وحقه في العودة إلى بلده فلسطين ومدينته يافا.
أما الطفل أمير عبد العزيز، من بلدة صفورية، فقال خلال مشاركته في نشاط بمناسبة "اليوم العالمي للاجئين": "صحيح أن الكبار قد يرحلون، لكن نحن عندما نكبر سنستمر في النضال لنعود إلى بلداتنا. وأقول لأطفال غزة: سيأتي يوم وتنتصرون، فاثبتوا وصابروا".


بدورها قالت صفاء الحلبي، منسقة في جمعية النجدة: "الهدف الأول من أنشطتنا هو جعل الأطفال يشعرون بمعاناة أطفال غزة، ويدركون مدى حرمانهم من حقوقهم الأساسية. نسعى إلى زرع روح التضامن معهم، حتى وإن كان ذلك عبر خطوات بسيطة، والأهم أن نرسّخ لدى الطفل أن له حقًا في الانتماء، وفي الوطن، وفي العيش في كنف أسرة تنتمي بدورها إلى فلسطين".
أما سناء قيص، مسؤولة مركز الأنشطة في مخيم شاتيلا، فقالت: "الحديث عن الهوية والانتماء والوطن وحق العودة هو من الركائز الأساسية التي نشتغل عليها مع الأطفال، من أجل تنشئة جيل سوي يعرف من هو، ومن أين أتى، وماذا تعني فلسطين بالنسبة له".
تدخل هذه الأنشطة في عمق عناصر الهوية الفلسطينية، كالتقاليد الاجتماعية والزراعية العريقة. وقالت زاهرة عبد اللطيف، مسؤولة مؤسسة "بيت أطفال الصمود" في مخيم برج البراجنة: "تحرص المؤسسة على إحياء التراث الفلسطيني من خلال الأنشطة المختلفة، مثل تعريف الأطفال بتقاليد الأعراس القديمة، موسم قطاف الزيتون، وأمثلة من الحياة اليومية في القرى الفلسطينية، بحيث يتعرّف الطفل على تراثه وهويته بأسلوب تفاعلي محبّب".


وتضيف: "المحور الوطني حاضر في جميع الأنشطة داخل رياض الأطفال، سواء عبر القصة، أو الرسم، أو الأغنية، أو تعريف الطفل بعاصمة فلسطين، أو باسم بلدته الأصلية".
أما ميساء عثمان، وهي مدرّبة أنشطة، فتوضّح مهمة العمل هي غرس الهوية الوطنية الفلسطينية في عقول الأطفال ونقلها من جيل إلى جيل، وتقول: "لهذا السبب، نقوم أسبوعياً بأنشطة مثل التطريز، والدبكة، والرسم، وكل ما يعرّف الطفل بتراثه الفلسطيني ويعزّز انتماءه".
بوابة اللاجئين الفلسطينيين